حمدة بنت المؤدب: خنساء المغرب وشاعرة الأندلس
حمدة بنت زياد بن تقي، المعروفة بحمدة بنت المؤدب، هي أديبة وشاعرة نبيلة من قرية بادي في وادي آش، المغرب. كانت تمتاز بجمالها وثروتها، واشتهرت في زمانها بلقب خنساء المغرب وشاعرة الأندلس.
أدبية نبيلة وشاعرة مجيدة
كان والدها زياد مؤدبًا، لذا أطلق عليها الناس اسم حمدة بنت المؤدب. حبها للأدب دفعها لمخالطة الأدباء مع الحفاظ على نزاهة معروفة. لقبت بخنساء المغرب نظراً لبراعتها في فن الرثاء، على غرار الخنساء التي كانت ترثي أخاها في قصائدها، بينما لم تخصص حمدة أحداً معيناً في مراثيها.
شهرة أدبية واسعة
روى عنها القاسم بن البراق والقاضي أبو يحيى عتبة بن محمد بن عتبة الجراوي بعضاً من شعرها، مثل قولها:
“ولما أبى الواشون إلا فراقنا
وما لهمُ عندي وعندك من ثار”
جدل حول الأبيات الشعرية
نُسبت إليها الأبيات الشهيرة المنسوبة لأحمد بن يوسف المنازي:
“وقانا لفحة الرمضاء وادٍ
سقاه مضاعفُ الغيثِ العميمِ
حللنا دوحه فحنا علينا
حُنو المرضعاتِ على الفطيمِ
وأرشفنا ظمــإِ زلا لاً
ألــذ من المدامة للنديمِ
يصدُّ الشمس أنىِ واجمتنا
فيحجبها ويأذن للنسيمِ
يروعُ حصاهُ حاليةَ العذارى
فتلمسُ جانب العقدِ النظيمِ”
جدل بين أدباء المشرق والأندلس
بينما أجمع أدباء المشرق في بغداد ودمشق والقاهرة على نسبة هذه الأبيات للمنازي، نسبها أدباء الأندلس ومؤرخوها في المغرب والأندلس إلى حمدة بنت المؤدب، وجزم بذلك طائفة منهم.
إرث أدبي خالد
حمدة بنت المؤدب تظل إحدى الشخصيات الأدبية البارزة في تاريخ الأدب المغربي والأندلسي، حيث تركت بصمة لا تُنسى وشهرة تجاوزت الآفاق.