خبيرة بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية تتحدث لـ “صوت القبائل” عن دور المرأة البدوية في حرب أكتوبر 73
أسماء صبحي
ما بين فاجعة الهزيمة التي لحقت بالجيش المصري في يونيو 1967، واحتلال إسرائيل لأرض سيناء. ونجاح الجيش المصري في تحقيق النصر العسكري الكبير في حرب أكتوبر 1973. وما عقبه من انتصار سياسي في مسار المفاوضات حتى رحيل آخر محتل إسرائيلي عن أرض سيناء. وعودتها كاملة إلى السيادة المصرية فى 25 إبريل 1982. كانت هناك ملحمة عسكرية وإنسانية عظيمة تقع أحداثها على أرض سيناء.
وتقول أمل مختار، خبيرة في شئون التطرف والعنف بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية. إن مصر لم تستسلم يومًا للهزيمة. فبينما كان وزير الدفاع الجديد حينها الفريق محمد فوزي يعيد بناء الجيش على الجانب الغربي من القناة. كانت المخابرات الحربية المصرية تنفذ ضربات موجعة ومتلاحقة على الضفة الشرقية للقناة. وقد كان المصريون من بدو سيناء هم رجالها خلف خطوط العدو.
تشكيل منظمة سيناء العربية
وأضافت مختار، بعد هزيمة 67 مباشرةً تم تشكيل منظمة سيناء العربية من قبل المخابرات الحربية. وهي منظمة فدائية تم الإعلان عن وجودها بشكل رسمي في ديسمبر 1968. واستمرت فب نضالها خلف خطوط العدو في عنق سيناء حتى حرب أكتوبر 1973. وكان عدد أعضاء هذه المنظمة 770 شخصًا، من بينهم 13 من رجال المخابرات الحربية. والبقية من المدنيين المناضلين من مختلف المحافظات. بينما لسيناء نصيب الأسد من البسالة والنضال. حيث بلغ عدد المناضلين السيناويين داخل المنظمة 688 فدائيًا.
وأضافت مختار، أن أعمال هذه المنظمة كانت تدار داخل سيناء من خلال ثلاثة مراكز قيادة في بورسعيد والإسماعيلية والسويس. وكان لكل مركز قائمة بعناصر بدوية تقوم بنقل المعلومات من سيناء. وتعمل على تنفيذ توجيهات القيادة بإتمام ضربات خاطفة داخل عمق سيناء. وقد كان بدو سيناء أفضل من يقوم بهذه المهمة بأنفسهم. أو بمساعدة وإرشاد أبطال المجموعة “39 قتال” داخل صحراء ومياه سيناء. وذلك لمعرفتهم الدقيقة بجغرافية المكان وقدرتهم على التحرك والتخفي. ولذلك أطلق عليهم وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه ديان لقب “الأشباح”. وكانوا مطلوبين للمحاكمة داخل إسرائيل، وبالفعل تعرض بعضهم للاعتقال والتعذيب قبل نصر أكتوبر. وتم الإفراج عنهم بعد ذلك ضمن صفقات تبادل الأسرى بعد انتهاء المعركة.
وتابعت الخبيرة في شئون التطرف والعنف بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية. إن الجيش المصري لم يكن لديه أقمار صناعية، لك كان يمتلك هذه الأعين الثاقبة والصادقة من أبناء سيناء. والذين جعلوا المواقع الإسرائيلية كتابًا مفتوحًا أمام القوات المسلحة. قائلة: “فلولا أبناء سيناء ما كانت حرب أكتوبر وما تحررت سيناء”.
دور المرأة البدوية فى حرب أكتوبر
وأوضحت مختار، أن المرأة البدوية في سيناء لم تكتف بدور المراقب، بل كانت هي أيضا فاعلًا مهمًّا في المعركة. ونماذج لنساء اللواتي قمن بالتواصل مع رجال المخابرات الحربية وأتممن تكليفات فدائية مهمة عديدة. ومن بينهم المناضلة “فرحانة” التي كانت تنقل تحركات الجيش الإسرائيلي. ونظراً لكونها لم تتعلم الكتابة والقراءة، فقد كانت تعتمد على قوة ذاكرتها. حيث كانت تحفظ شكل الأرقام والحروف الموجودة على الهدف سواء كانت مركبات أو مطبوعات أو مباني. وتقوم برسمها حال رؤيتها على الرمل لمرة واحدة لترسخ في ذهنها. ثم تمحوا أثرها في الأرض حتى تعود إلى المقر لتسليمها.
كما أشارت مختار، إلى المناضلة فهيمة، والتي كانت أول سيدة تنضم للعمل مع منظمة سيناء عن طريق زوجها. كما أنها أول سيدة يتم تكريمها من قبل رئيس الجمهورية بنوط الشجاعة من الطبقة الأولى. حيث قامت المناضلة بإيواء أحد الفدائيين المطلوبين فى منزلها لفترة طويلة. بعد أن حفرت له حفرة كبيرة وضعته فيها وغطته بأكوام من الحطب.