حمدة الخطيب: أيقونة الصمود والتراث البدوي في فلسطين
تبرز حمدة الخطيب كإحدى الشخصيات النسائية البارزة في المجتمع البدوي الفلسطيني، حيث تجسد قصة حياتها كفاح المرأة البدوية في مواجهة التحديات، وتمسكها بالقيم والتراث رغم الظروف الصعبة. وتعرف حمدة بقدرتها على تعزيز الترابط بين أفراد القبيلة، ونقل التقاليد من جيل إلى جيل، مما جعلها مصدر إلهام للفتيات والشباب الفلسطينيين في النقب.
نشأة حمدة الخطيب
ولدت حمدة الخطيب في قرية بدوية صغيرة في منطقة النقب جنوبي فلسطين، ونشأت في أسرة كبيرة تحتفي بالتقاليد البدوية الأصيلة. ومنذ صغرها، تعلمت حمدة مهارات الحياة البدوية التقليدية، مثل تربية الأغنام وإعداد المنتجات المحلية، كما تلقت تعليمها في ظل ظروف اجتماعية وتحديات اقتصادية صعبة. وقد غرست هذه البيئة فيها قيم الشجاعة والصبر التي تتميز بها المرأة البدوية.
بدأت حمدة منذ صغرها في مساعدة والدتها في شؤون الحياة اليومية، فتعلمت الحياكة والخياطة وصناعة المنتجات اليدوية التي تشتهر بها النساء البدويات، مثل الخيام والمفارش، والتي كانت تباع لدعم العائلة. ومع مرور الوقت، أصبحت هذه المهارات جزءًا من شخصيتها، مما جعلها تُعرف بين نساء القبيلة بلقب “سيدة الحرف البدوية”.
الحفاظ على التراث وتعليم الأجيال
أدركت حمدة الخطيب منذ شبابها أهمية الحفاظ على التراث البدوي ونقله للأجيال المقبلة، حيث واجهت تقاليد القبيلة خطر الاندثار في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية السريعة. وبدأت بتنظيم جلسات نسائية في “الديوان”، وهو المكان الذي تتجمع فيه النساء لتبادل المعرفة والخبرات، حيث عملت على تعليم الفتيات مهارات الطهي البدوي، وتطريز الثياب التقليدية، وصناعة الخيام، والحفاظ على القيم البدوية مثل الكرم والشجاعة.
قادت حمدة أيضًا ورشات عمل شبابية، ساهمت من خلالها في بناء جسر ثقافي بين الأجيال. كما سعت لتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وحماية موارد القبيلة الطبيعية، إذ أكدت على ضرورة احترام الأرض التي عاش عليها أجدادهم، والتي تعتبر جزءًا من هويتهم وثقافتهم.
دور حمدة في المجتمع وقيادتها النسائية
برغم قسوة الحياة، لم تقتصر جهود حمدة الخطيب على نقل التراث وحسب، بل توسعت إلى العمل الاجتماعي لخدمة المجتمع البدوي في النقب. وشجعت حمدة النساء على التعليم والاستقلال الاقتصادي، حيث نظمت ورشات لتعليم الفتيات الأعمال اليدوية والحرف، وأطلقت مشاريع صغيرة تهدف إلى دعم النساء وتمكينهن اقتصاديًا.
استطاعت بفضل هذه الجهود أن تكون قائدة مجتمعية محترمة، تستشار في شؤون القبيلة، ويُطلب رأيها في القضايا الاجتماعية والاقتصادية.
وأثناء الأحداث الوطنية، كانت حمدة تقدم الدعم من خلال حملات لتوفير المواد الغذائية والطبية للعائلات المتضررة، حيث تعاونت مع المنظمات المحلية، وساهمت في توفير المساعدات للبدو، مما أكسبها احترام القبائل المجاورة ومكانة مرموقة بين أفراد مجتمعها.
تمثل حمدة الخطيب نموذجًا للمرأة البدوية القوية التي تجمع بين الأصالة والحداثة، فهي تتخذ من التراث البدوي أساسًا لتطوير مجتمعها، وتسعى إلى تحفيز المرأة على لعب دور أكبر في الحياة العامة، من دون التخلي عن القيم والعادات. وتؤمن حمدة بأن المرأة البدوية قادرة على مواجهة التحديات، والتأثير في مجتمعها بشكل إيجابي، طالما امتلكت الإرادة والمعرفة.
في مقابلاتها مع وسائل الإعلام المحلية، تتحدث حمدة عن صمود المرأة البدوية في وجه التحديات، قائلة: “نحن نساء بدويات نحمل تراثًا غنيًا وتاريخًا مليئًا بالشجاعة؛ وعلينا أن نكون قدوة لبناتنا، وأن نبقي على تقاليدنا وعاداتنا حية”