كتبت – شيماء طه – يعد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد أحد أبرز وأشهر قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، الذي عُرف بلقب “صاحب الحنجرة الذهبية”. إشتهر الشيخ بصوته العذب وأدائه الفريد، الذي أسر قلوب الملايين. ونقل رسالة القرآن الكريم إلى كافة أرجاء العالم، شرقًا وغربًا، سفيرًا لكتاب الله.
النشأة والميلاد
وُلِدَ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في قرية المراعزة التابعة لمدينة أرمنت بمحافظة قنا، في يناير عام 1927م.
نشأ في أسرة متدينة، حيث كان والده الشيخ محمد عبد الصمد من علماء الدين، وكان جده أحد حفظة القرآن الكريم، مما وفر له بيئة روحانية غنية أثرت في مسيرته منذ الصغر.
كما بدأ عبدالباسط رحلته مع القرآن بحفظه كاملاً وهو في سن صغيرة على يد الشيخ محمد الأمير شيخ كتاب قريته. بينما لم يقتصر إهتمامه على الحفظ فقط، بل تعلم أحكام التجويد وفنون التلاوة. مما ساعده على تشكيل أسلوبه المميز الذي جعله أيقونة في عالم التلاوة.
مسيرته مع الإذاعة
في عام 1951م، إلتحق الشيخ عبد الباسط بالإذاعة المصرية، وإعتمد قارئًا رسميًا للقرآن الكريم.
كما أسهمت الإذاعة في إيصال صوته إلى الملايين من المستمعين داخل مصر وخارجها. فيما كانت تلاواته تحظى بشعبية كبيرة بفضل نقاء صوته وإحساسه العميق بمعاني الآيات، لذلك لقب بصاحب الحنجرة الذهبية.
بينما تميزت مسيرته المهنية بعدة إنجازات، من بينها توليه منصب أول نقيب لقراء مصر في عام 1984م، وهو تكريم يعكس مكانته الكبيرة في هذا المجال.
الشيخ عبد الباسط سفيرًا للقرآن
كما لم تقتصر شهرة الشيخ عبدالباسط على مصر فقط، بل جاب دول العالم الإسلامية والغربية، حاملًا رسالة القرآن لكل مكان.
وقد زار العديد من الدول مثل إندونيسيا، الهند، جنوب إفريقيا، وفرنسا، إذ استمع إليه ملايين الناس بين المسلمين وغير المسلمين.
وفاته وإرثه
وفي 30 نوفمبر 1988م، فقد العالم الإسلامي الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وكانت وفاته يومًا مشهودًا حضره آلاف المشيعين، في وداع مؤثر يعكس حب الناس له وتقديرهم لمسيرته.
في الختام ترك الشيخ عبد الباسط إرثًا خالدًا من التسجيلات القرآنية التي لا تزال تسمع إلى يومنا هذا، وتُعد مدرسة فريدة في التلاوة، يحتذى بها الأجيال القادمة .