كتابنا

عبدالرحيم أبو هارون الشريف يكتب :السيدة سكينه حبيه قلب الإمام الحسين

وربيبه آل البيت عليهما السلام

عبدالرحيم أبو هارون الشريف يكتب :السيدة سكينة حبيبة قلب الإمام الحسين وربيبه آل البيت عليهما السلام

 

تحتل أضرحة آل البيت مكانة خاصة فى نفوس الشعب المصرى، فضلًا عن قيمتها الأثرية، حيث تجمع بين التاريخ القديم وروحانية الأماكن الدينية.

الأربعاء الموافق ٢٧ من شهر نوفمبر المنقضي ازدل الستار على مولد السيدة سكينة بنت الإمام الحسين ربيبة آل البيت عليهم السلام وحبيبه قلب الإمام الحسين عليه السلام.

عبدالرحيم أبو هارون الشريف يكتب :السيدة سكينه حبيه قلب الإمام الحسين
عبدالرحيم أبو هارون الشريف يكتب :السيدة سكينه حبيه قلب الإمام الحسين

 

على مدار أسبوع كامل أحتفل الشعب المصري بمولد السيدة سكينة بنت الإمام الحسين عليهما السلام بمسجدها ومقامها الكائن بشارع الأشراف وكان يوم الأربعاء الماضي الليلة الختامية لمولدها الشريف واقيمت أمسية دينيه برعاية الشيخ كرم فراج إمام وخطيب مسجد السيدة سكينة بنت الإمام الحسين عليهما السلام وبدأت الأمسية الدينية من بعد صلاة المغرب وبعد صلاة العشاء بدأت بآيات قرآنية من القرآن الكريم وبمشاركة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف والاذاعة المصرية وابناء السادة الأشراف والطرق الصوفية ومحبي ومريدي آل البيت عليهم السلام ، وتناول الشيخ كرم فراج في كلماتها حياة إبنه السيدة سكينة بنت الإمام الحسين وكذا السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدث عن التعريف بصاحبة الفرح والمسجد والمقام الشريف وعن ميلادها وجوانب من حياتها ومكانتها وعلمها وتقوها وزهدها ودورها الريادي في معركة كربلاء وغيرها ، والذي أكد في خطبته أن السيدة سكينة عليها السلام قد جمعت في دمها بين آثار النبوة من أبيها الإمام الحسين عليه السلام ، وبين جلال الملوكية العربية من أمها السيدة الرباب رضي الله عنها وأرضاها. وأكد أيضاً أن السيدة سكينة سيدة نساء عصرها وأوقرهن ذكاء وعقلا وادبا وعفة ، وكانت تزيّن مجالس نساء أهل المدينة بعلمها وأدبها وتقواها ، وكان منزلها بمثابة ندوة لتعلم العلم والفقه والحديث وأوضح الشيخ كرم فراج بأن السيدة سكينة بنت الإمام الحسين عليهما السلام التي نشأت في حضن الرسالة ودرجت في حجر الإمامة بنت سيد الشهداء الإمام الحسين سيد أهل الجنة وسبط رسول الله صلى الله عليه وعاشت بجنب عمتها وسيدتها العظيمة الحوراء وعقيله بني هاشم السيدة زينب بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام) وبجوار أخيها السجاد زين العابدين عليه السلام، تحوطها هالة من أنوار الميامين الأبرار ومن سادات بني هاشم الكرام ، وقال الشيخ كرم فراج أن من يتربى ويترعرع في مدرسة الرسالة المحمدية ويتفقه بفقه القرآن ويتأدب بالأدب العلوي العالي ويتهذب بالتربية الحسينية الرفيعة مثل السيدة سكينة وهي من بيت أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

كان علينا أن نتناول اضاءات من حياة إبنه الإمام الحسين وحبيبه قلبه وربيبه آل البيت عليهم السلام السيدة سكينة عليها السلام

إن السيدة سكينة رضي الله عنها ، كان لها دور عظيم في المجتمع ، وكانت لها منزلة كبيرة في الكرم والسخاء ومساعدة الفقراء.

أما من ناحية الفضل والتقوى والورع ، فلقد كانت السيدة سكينة رضي الله عنها سيدة نساء عصرها وأفضلهن عفة وعلما وأدبا!

وكيف لا تكون كذلك وهي ابنة الامام الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم

كانت سكينة سيدة نساء عصرها ومن أجمل النساء وأظرفهن وأحسنهن أخلاقا وأدبا ، وكانت من أحسن الناس شعرا .

ولكن، مهما كتبنا في فضل تلك السيدة الطاهرة، تبقى كلماتنا مجرد قطرة في بحر أهل البيت «عليهم السلام»

السيدة سكينة بنت الإمام الحسين بن أمير المؤمنين الإمام علي رضي الله عنهما وارضاهما، حفيدة الإمام علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهما وارضاهما. شهدت معركة كربلاء وروت أحداثها، وكانت من جملة النساء اللاتي أخذن إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة، ومن بعدها إلى يزيد بن معاوية في الشام؛ وذلك بعد مقتل الإمام الحسين وأهل بيته عليهما السلام. وتعد من أشجع النساء وأصبرهن. وقد شهدت على مذبحة والدها في كربلاء ومقتل زوجها مصعب بعد ذلك بفترة.

ولدت  ابنة الإمام الحسين عليهما السلام عام 49 هجرية (671م)، وأمها السيدة الرباب بنت امرئ القيس بن عدى، كان أبوها مسيحياً وأسلم على يد عمر وخطب ابنته للحسين، وولدت له سكينة وعبد الله.

أن الاحتفال بموالد آل البيت عليهم السلام- مظهر من مظاهر مكانتهم السامية، وعلامة من علامات محبتهم ، ومن المعلوم أن تعظيم النبي ومحبته آل بيته أصل من أصول الإيمان.

سيطولُ بعدي يا سكينة فاعلمي *** منكِ البكــاءُ إذا الحِمامُ دهاني

لا تحرقي قلبي بدمـــعكِ حسرةً *** ما دامَ منِّي الروحُ في جثماني

فإذا قتــــــلتُ فأنتِ أولى بالذي *** تأتيـــــــنه يا (خيرة النسوان)

هذه الأبيات قالها سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) مخاطباً بها ابنته السيدة سكينة (عليها السلام) يوم عاشوراء مصبِّراً إياها على فقده، وهي تعطي صورة واضحة وجليّة عن مكانة السيدة سكينة العظيمة في نفس أبيها.

فبكاؤها عبّر عنه (عليه السلام) بأنه (يحرق القلب) فهو لا يريد أن ينظر إلى دموعها وهو حي فإن ذلك يؤلمه لمكانة ابنته وخاصيتها في نفسه الشريفة.

كما بيّنت الأبيات منزلتها السامية في الفضيلة والرفعة بين نساء أهل زمانها حين وصفها بـ (خيرة النسوان) فهي من البيت الذي أذهب الله عنه الرجس وطهره تطهيرا، وهو البيت الذي لا يقاس به بيت مهما بلغ في الدرجة الرفيعة.

في هذا البيت الذي يفوح منه أريج النبوة وتخفق فيه أجنحة الملائكة ويتردد في أرجائه صدى الوحي ولدت السيدة سكينة.

أما اُمّها وأم أخيها عبد الله الرضيع المذبوح يوم الطف فهي السيدة: الرباب بنت امرئ القيس بن عدي القضاعي.

وُصفت السيدة سكينة بـ (سيّدة نساء عصرها) لكمالها وأخلاقها وتقواها وأدبها وفصاحتها وعبادتها حيث يدلنا قول أبيها الإمام الحسين على مدى تعلقها بالله في قوله: وأما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله ، صيتها الذى ملأ المدينة المنورة، ليس فقط لمكانتها كدرة من درر آل بيت النبى وابنة للإمام الحسين، ولكن كذلك لمكانتها الأدبية، فقد كانت سكينة صاحبة أول صالون أدبى ثقافى نسائى فى تاريخ الإسلام ، سبقت به صالونات ذاع صيتها فيما بعد كصالون ولادة بنت المستكفى فى الأندلس، ومى زيادة فى القاهرة.

وفى صالون السيدة سكينة عليها السلام كان يجتمع أمراء الشعر فى زمنها، فى مكانة جرير والفرزدق وجميل وكُثير ونصيب، كانوا يقولون الشعر وينتظرون حكمها، وكانت السيدة سكينة عليها السلام تمتلك ناصية اللغة وأسرار البلاغة ومفاتيح البيان ، كما أنها نفسها كانت شاعرة مجيدة رغم قلة أشعارها.

ويمكننا أن نقول بلا مبالغة إن السيدة سكينة عليها السلام، بشهادة ثقات من معاصريها، كانت أول ناقدة أدبية عرفها التاريخ الإسلامي، فكانت لها ملاحظاتها الذكية ورؤيتها الواعية، كما كانت حافظة للشعر عارفة ببحوره وأوزانه ومتذوقة لكلماته، ولذلك كان الشعراء الكبار يحسبون حسابا لرأيها وملاحظاتها، ويحتكمون لها فى منافساتهم على إمارة الشعر، والراجح أنها كانت تحضر صالونها من وراء حجاب، وكان لها وصيفة ترسلها لتبلغ عنها رأيها فيما تسمع.

وهذه الكلمة لها دلالاتها العظيمة خاصة إنها صدرت من آل البيت عليهم السلام.

كما تدلنا الأبيات التي قالها الإمام الحسين عليه السلام على مدى تعلقه بها وتعلقها به حينما قال:

لعمـــــركَ أنّنـي لاُحـبّ داراً *** تـحلّ بهـا سَكيـنــة والربابُ

أحبّهما وأبــــــذل جـلّ مـالي *** ولـيس للائمـي فـيهـا عتابُ

ولستُ لهم وإن عتبوا مطيعاً *** حيـاتي أو يعلّيــــني الترابُ

وقد رُوي إن السيدة سَكينة عليها السلام هو لقبها لا اسمها وإن اسمها هو آمنة

وقد اعتمد هذا القول الشيخ عباس القمي حيث قال: إن اسمها آمنة وقيل أمينة، وإنما أمها الرباب لقبتها بسكينة

السيدة سكينة عليها السلام في كربلاء

اصطبغت حياة السيدة الطاهرة سكينة بالفجيعة, وطبعت ذاكرتها على المأساة، فقد كتب عليها أن تشهد وترى بعينيها يوم عاشوراء بكل مآسيه وأهواله، رأت جسد أبيها وأجساد أخوتها وأعمامها وبني عمومتها وأهل بيتها وهي مغطاة بالدماء في كربلاء, ورأت حتى جسد أخيها الرضيع وهو مذبوح فبقي هذا المنظر متجدداً معها فلازمها الحزن والبكاء طوال حياتها، يهز كيانها ويملأ عينيها بالدموع فتفيض روحها الماً وحسرة حتى فاضت تلك الروح الطاهرة إلى بارئها.

وتشير أبياتها المفجعة التي قالتها في يوم عاشوراء على عظيم فجيعتها حيث تذوب روحها في أبياتها التي رثت بها أبيها في ذلك اليوم:

لاتعذليـــــــــــــــه فهمٌّ قاطعٌ طُرقُه *** فعينُه بدمـــــــــــــــوعٍ ذُرّفٍ غَدِقَه

إنَّ الحسيـــــــنَ غداةُ الطفِّ يرشقه *** ريبُ المنونِ فما أن يخطىءَ الحدقه

بكفِّ شرِّ عبــــــــــــــــادِ اللهِ كلهم *** نسلُ البغايا وجيشُ المُــــرَّقِ الفَسقه

يا أمةَ السوءِ هاتوا ما احتجـــاجكم *** غداً وجلُّـــــــــكمُ بالـسيفِ قد صفقه

الويـــــــــلُ حلَّ بكمْ إلّا بمن لحقه *** صيَّرتموه لأرمـــــــاحِ العِدى درقه

يا عينُ فاحتفـــلي طولَ الحياةِ دماً *** لا تبــــــــكِ ولداً ولا أهلاً ولا رفقه

لكن على ابن رسـولِ اللهِ فانسكبي *** قيحاً ودمعــــــــــــاً وأثريهما العَلقه

سكبت السيدة سكينة عصارة روحها في هذه الأبيات التي تفوق معنى الألم والحزن فكانت عبارة عن لوحة تراجيدية تصف شعورها في ذلك اليوم المأساوي، كما تصف في تصاعدها حدة الغضب على الوحوش الآدمية التي ارتكبت هذه المجزرة والتي اهتزت لها أظلة العرش فالمشهد يذكي الأحاسيس والمشاعر ويؤجج نار الألم.

بقيت صور عاشوراء تعيش معها صورة صورة وحدثاً وحدثاً فأية صورة تُنسى ؟ وأي حدث يُسلى ؟ أصورة أبيها وهو مسجى على التراب وقد رفع رأسه على الرمح ؟ أم صورة كفي عمها وهما مقطوعتان على النهر ؟ أم صورة أخيها الرضيع وقد اخترقت النبلة رقبته ؟ أم صورة أخيها وهو عاجز يصارع المرض ؟ أم صورة عماتها وأخواتها وهن يهربن من حر النار من خيمة إلى خيمة وقد لاحقتهن السياط؟ أم… أم… أم….؟!!

لقد عاشت السيدة سكينة والدمعة لا تفارق عينيها حزناً على أبيها وأهل بيتها وما جرى عليهم في كربلاء, وبقيت صبغة الحزن العميق ملازمة لها حتى فاضت روحها الطاهرة إلى بارئها عام (117هـ) وعمرها الشريف (74) عاما.

وروى سبط ابن الجوزي عن سفيان الثوري قال: أراد علي بن الحسين الخروج الى الحج او العمرة فاتخذت له أخته سكينة بنت الحسين سفرة طعام أنفقت عليها ألف درهم وأرسلت بها اليه ، فلما كان بظهر الحرّة أمر بها ففرقت في الفقراء والمساكين .

سبب دخولها مصر :

وكان سبب دخولها مصر، أن خطبها الأصْبَغ بن عبد العزيز بن مروان أمير مصر، كما ذكره (ابن خَلِّكَانَ)، وكانت قد عادت من الحجاز الذي ذهبت إليه بعدما أدخلت مصر مع عمتها السيدة زينب، وكان من سياسة الأمويين بعد مقتل الحسين محاولة التخفيف من وقع الحادث عند الناس، بالتقرب إلى أهل البيت بالزواج منهم، وإسناد بعض الإمارات والمناصب إلى من يأمنونه من أهل البيت.

وبينما السيدة سكينة عليها السلام في طريقها إلى مصر، إذ بلغها شناعة بغي الأصبغ وجوره وفجوره، فأقسمت ألَّا تكون له زوجة أبدًا، واستجاب الله لها، فما إن وصلت منية الأصبغ في مصر حتى كان قد مات الأصبغ قبل أن يراها، وكانت قبل ذلك قد تزوجت بابن عمها عبد الله بن الحسن بن عليٍّ رضى الله عنه.

وهكذا انتقلت من (منية الأصبغ) إلى دارها التي بقيت بها إلى أن ماتت، ثم أصبحت هذه الدار لها مشهدًا ومسجدًا إلى اليوم، وقد جَدَّدَهُ عبد الرحمن كَتْخُدَا، ثم جددته وزارة الأوقاف، قريبًا من مشهد السيدة نفيسة، ومشهد السيدة رقية بنت علي الرضا رضي الله عنها، وهذا هو الملاحظ في كثير من أهل البيت والسادة الأولياء؛ فإنهم كثيرًا ما تكون بيوتهم في حياتهم هي مدافنهم بعد مماتهم، ولله في ذلك حكمة!.

من دخل مصر بعد سُكَيْنة:

وكان أول من جاء مصر بعد سكينة السيدة نفيسة (الكبرى) بنت زيد الأبلج، بعد طلاقها من الخليفة الأموي، ثم جاءت من بعدها نفيسة (الصغرى) بنت الحسن الأنور.

وبعد هذا تَتَابع دخول أهل البيت إلى مصر وإقامتهم بها؛ لِمَا وجدوا من أهلها من صدق الحب، ولبعدها عن مواطن الفتن والائتمار، ومشاكل الأمور السياسية، وقانا الله فتنتها.

دعاوى أهل الباطل:

ولقد ادَّعى الوضَّاعُونَ، وخصوم أهل البيت دعاوى على السيدة سكينة، يبرأ منها الحق إلى الله، كَادِّعَائِهِم شغفها بالغناء واللهو واختلاطها بالرجال، وإشاعتها عقصات الشعور، وغير ذلك مما قصد به محاولة الإساءة إلى أهل البيت، ثم نقله كثير من المؤلِّفِينَ بحسن النية أو سوئها، وشاع ذلك على بعض الألسن بدون وعي، وهو دخيل باطل فاسد مدسوس لئيم، لا ينبغي السكوت عليه من مسلم؛ لِمَا فيه من قصد التشهير ببيت النبوة والاحتيال للوصول إلى اغتماز شخص النبي صلى الله عليه وسلم، وبالتالي تجريح رسالته المقدسة، كيف والله تعالى يقول: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب:33]، فهل نصدق الله أم نصدق الرواة الكاذبين، والرواة الذين يغلبُهم حسن النية أو التأويل والاعتذار ؟!.

والذي لا شك فيه أنَّ سكينة النبوية كانت أديبة ذواقة ناقدة عالمة بدقائق اللغة وخصائص الدين، شأن نساء أهل البيت كلهم، وكانت ربما أجازت الشعراء والأدباء والعلماء وأجزلت لهم، واستضافتهم وشجعتهم، وذلك أمر مطلوب من أهل البيت عامة، ومن حُرَّاسِ التراثِ المحمدي لغة ودينًا بصفة خاصة، وكثير مما جاء من الأخبار من هذا الجانب صحيح ومشرف.

أمَّا ما زاد على ذلك من أخبار اللهو والغناء ونحوه؛ فمن دس الباطنية، ووضع النواصب الكذابين، ومن إفك حساد أهل البيت وخصوم الإسلام، وهو إفك يرويه فاسق عن فاسق، وكذاب عن كذاب، وحقود عن حقود؛ تأييدًا لسياسة اضطهاد أهل البيت، وبخاصة في العصر الأموي والعباسي مما لا شك فيه، والمتواتر في سيرتها أنه كان يغلب عليها الاستغراق في العبادة، كما نقله ابن الصَّبَّاغِ، ونسب بعض المؤرخين هذا القول إلى والدها الإمام الحسين رضى الله عنه.

من في الضريح ومن حوله :

وقد دُفِنَ في ضريح السيدة سكينة بنت الإمام الحسين بمصر عند باب المشهد، جماعة من السادة ، منهم : الشريف حيدرة بن ناصر، من الفواطم السليمانية أبناء الإمام الحسين الأكبر من حفيده الحسين الأصغر ، وكانوا بصنهاجة المغرب.

وكان الشريف حيدرة قد جاء مصر زائرًا فمات بها، وصلى عليه الخليفة العزيز بالله بن المعز لدين الله الفاطمي، ودفن في باب المشهد السكيني.

ودفن بباب المشهد كذلك الشريف النَّسَّابَةُ، المقيم حياته بالمشهد السكيني (السيد إبراهيم بن يحيى بن بللوه المشهدي)، ودفن معه ولده السيد حسن، وبنت ابنه السيد حسن، واسمها زينب.

وقد جمعت فى دمها بين آثار النبوة من أبيها الحسين وبين جلال الملوكية العربية من أمها «الرباب».

ويقول الدكتور محمد زكى الدين إبراهيم، فى كتابه «مراقد آل البيت»: هى أول من دخل مصر من أبناء الإمام على، رضى الله عنه، وفق ما نقله عدة مؤرخين، أبرزهم ابن زولاق، مؤرخ مصر المحقق فى القرن الرابع.

ويوضح الإمام الرائد أن «سكينة النبوية» كانت أديبة ذواقة ناقدة عالمة بدقائق اللغة وخصائص الدين، شأن نساء آل البيت كلهن. وأجازت الشعراء والأدباء والعلماء وأجزلت لهم واستضافتهم وشجعتهم.

وتقول د. سعاد ماهر فى موسوعتها «مساجد مصر وأولياؤها الصالحون»: بدأت شخصية السيدة سكينة تظهر فى مكة عندما بلغت الثالثة عشرة من عمرها، فحين أقبل موسم الحج سنة ٦٠ هـ كانت سكينة قبلة الأنظار لحسنها وظرف حديثها وأناقتها الساحرة، حتى صارت مثلاً يحتذى، فلم تبق شابة حسناء إلا وحاولت أن تقلد تصفيف شعرها. على أن مرح السيدة سكينة وأناقتها لم يلهها عن التعبد الذى يصل أحياناً إلى درجة الاستغراق.

وقد أقامت فى دارها بمصر وأصبحت هذه الدار بعد ذلك مشهداً ومسجداً إلى اليوم. والمسجد الموجود حالياً يرجع إلى عهد عبدالرحمن كتخدا سنة ١١٧٣ هـ ثم جددته بعد ذلك وزارة الأوقاف فى القرن الثالث عشر الهجرى، وعلى باب المقصورة النحاسية نجد لوحة تذكارية مؤرخة سنة ١٢٦٦هـ وهى قرب مسجد ومقام السيدة نفيسة وقرب مسجد ومقام السيدة رقية بنت الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه رضى الله عنهما.

أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” حكم الاحتفال بموالد آل البيت والأولياء، وجاء فى نص السؤال: (ما حكم الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين؟).

وجاء فى نص الإجابة: (الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين وإحياء ذكراهم بألوان الطاعات المختلفة أمرٌ مرغَّبٌ فيه شرعًا؛ لما في ذلك من التأسي بهم والسير على طريقهم، وقد ورد الأمر الشرعي بتذكُّر أيام الله، قال تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ﴾ [إبراهيم: 5]، ومِن أيام الله: أيامُ الميلاد، وأيامُ النصر؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع شكرًا لله تعالى على نعمة إيجاده، ويقول: «ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه».

وكرم الله تعالى يوم الولادة في كتابه وعلى لسان أنبيائه؛ فقال سبحانه على لسان عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم: ﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ﴾ [مريم: 33]، وذلك أن يوم الميلاد حصلت فيه نعمةُ الإيجاد ، وهي سبب لحصول كل نعمة تَنال الإنسانَ بعد ذلك ؛ فلا بأسَ مِن تحديد أيام معينة يُحتفل فيها بذكرى أولياء الله الصالحين ، ولا يقدح في هذه المشروعية ما قد يحدث في بعض هذه المواسم من أمور منكرة ؛ بل تُقام هذه المناسبات مع إنكار ما قد يكتنفها من منكرات

وقالت دار الإفتاء في فتواها :”الاحتفالُ بِمولدِ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أصل من أصول الإيمان؛ فقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ» رواه البخاري، كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد سنَّ لنا جنس الشُكرِ لله تعالى على مِيلاده الشريف؛ فكان يَصومُ يومَ الإثنينِ ويقول: «ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» رواه مسلم”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى