من سجن إلى تحفة معمارية: جامع السلطان المؤيد شيخ
جامع السلطان المؤيد شيخ يعد تحفة معمارية فريدة تتوسط شارع المعز لدين الله. المؤيد شيخ المحمودي، الذي بدأ حياته كأحد مماليك الظاهر برقوق، اعتقه سيده وقدم له الدعم حتى وصل إلى حكم مصر في عام 1412م. واستمر في الحكم حتى وفاته في عام 1421م.
كان موقع الجامع في الأصل سجناً يعرف بـ”خزانة شمائل”، حيث سُجن المؤيد وقاسى آلامًا شديدة. وعندما نجا وأصبح ملكاً، نذر أن يبني مسجداً في موقع سجنه السابق. بدأ في بناء الجامع عام 1415م وأتمه في عام 1420م.
تصميم مذهل يتحدى الزمن
الواجهة الرئيسية للجامع تتكون من صفوف تنتهي بمقرنصات وشرفات مزخرفة، وصفين من الشبابيك تعلوهما دكاكين. المدخل الشاهق للجامع مغطى بمقرنصات متعددة الطبقات ومزين بزخارف محفورة في الحجر. الجوانب مزينة بترابيع رخامية مكتوب فيها بالخط الكوفي المربع: “لا إله إلا الله محمد رسول الله”. الباب الرئيسي المصنوع من الجرانيت والمرصع بالنحاس كان في الأصل باب مسجد السلطان حسن، ونقله المؤيد إلى جامعه ليضفي عليه مزيدًا من الفخامة.
إلى جانب المدخل، توجد قبة مرتفعة مزينة بخطوط بارزة متداخلة. أما الواجهات الثلاث الأخرى للجامع فقد جددت بأمر الخديوي إسماعيل بين عامي 1870 و1874م، مما أضفى لمسات حديثة على الطراز التاريخي للجامع.
جامع السلطان المؤيد: شهادة حية على تحول التاريخ
من سجن مظلم إلى منارة علم ودين، يجسد جامع السلطان المؤيد شيخ قصة كفاح وتحدي، حيث يظل شامخًا في قلب القاهرة، مذكراً الجميع بأن الإيمان والعزيمة يمكنهما تحويل الآلام إلى إنجازات عظيمة.