السفيرة عزيزة» .. مصرية ضُرب بها المثل.. ما قصتها الحقيقية؟
دعاء رحيل
ليست امرأة عادية .. متمردة على الظروف والتقاليد والعادات، حتى تمكنت من زرع قدمها في المجتمع المصري، حتى الآن أصبحت قدوة ، ورغم اللغة التي ذكرتها في أمثالنا الشعبية، قلة من الناس يعرفون من هي وما هي قصتها، يُعتقد أنها علامة قوية في رحلة امرأة مصرية تكافح لإثبات قيمتها رغم الظروف التى واجهتها في هذه الحقبة من تاريخ مصر الحديث.
ولدت السفيرة عزيزة في عام 1919 في قرية ميت غمر، وكان والدها الدكتور سيد شكري أول معلم لها في العطاء اللامحدود. اسمها الحقيقي “عزيزة سيد شكري”.
أتاحت السفيرة عزيزة جميع طرق الراحة لوالدتها المريضة التي لم تستطع رعاية أولادها الخمسة.
عزيزة البالغة من العمر عشر سنوات بدأت في رعاية أخواتها الأصغر منها سنا مع والدها، وفي عام 1938 أصر والدها على تخرجها من الكلية ودخولها الجامعة الأمريكية ، رغم أن المجتمع كان يهيمن عليه قلة تعليم المرأة ، لكنه كان أفضل مؤيد لها.
بعد تخرجها عام 1942 بدأت تهتم بالعمل الخيري كمتطوعة، وفي عام 1951 تزوجت من أحمد حسين باشا وانطلقت مع زوجها في طريق النضال الاجتماعي، وحاولت مع زوجها التعرف على أوضاع الفلاحين ومشاكلهم ومحاولة حلها.
قبل الثورة بساعات سافرت مع زوجها إلى جزر الكاريبى والمكسيك كخبيرة اجتماعية وقامت بإلقاء العديد من المحاضرات كأول محاضرة عربية وواجهت العديد من الصعوبات .
وعقب حدوث الثورة التى وصفتها بالمفاجأة السارة، عادت عزيزة وزوجها إلى القاهرة واستكملت نضال زوجها قبل الثورة ووقوفه إلى جانب الفلاحين والبسطاء من أبناء الشعب المصري. تم تعيين زوجها وزيرا للشئون الاجتماعية وكان من المقربين هو وزوجته عزيزة من الرئيس عبد الناصر، وفى سنة ١٩٥٤ م سافرت عزيزة ضمن وفد مصري لدى الأمم المتحدة فكانت بذلك أول سيدة عربية تمثل مصر ولعبت دورا كبيرا هى وزوجها فى تقديم الدعم الأمريكى للشعب المصرى .
وقادت السفيرة عزيزة العديد من الحروب الاجتماعية التى كانت غريبة على الشعب المصري في هذا الزمن مثل تنظيم الأسرة وتأسيس حضانة للأطفال في الريف وأطلق عليها لقب السفيرة عزيزة، والتى رحلت عن عالمنا فى 19 يناير 2015، وتركت سيرة ومسيرة..تتعلم وتستفيد منها أجيال وأجيال.