نسر الصعيد وسفير الخدمات الإنسانية كمال عثمان لـ «صوت القبائل» : كتفنا فى كتف الرئيس |حوار|
عودة الهيبة لـ «كبير العائلة» بداية القضاء على ظاهرة الثأر بالصعيد
هو أحد قيادات الصعيد ومن عز رجالاتها ومن أصحاب القبول والكلمة والحل والربط، منحته صفاته الحميدة أن يمسك بزمام القيادة في رابطة أبناء الصعيد، أحد أكبر التكتلات العرفية التي تربط بين أبناء الصعيد من أقصاه إلى أقصاه، ومقرها محافظة الجيزة، وهي عبارة عن «كونجرس الصعايدة» في العاصمة يقصدها رموز المجتمع الصعيدي وصفوة الشخصيات وأصحاب الحاجات، ومن أعيتهم الحِيل، من بينهم إعلاميون وصحفيون وقضاة ورجال أعمال، فضلا عن أصحاب المشكلات والحاجة والمرضى والباحثين عن دليل، وفوق منصتها يدير العمدة كمال عثمان أمور أبناء عمومته عن طيب خاطر.. «صوت القبائل» زارت ديوان كمال عثمان وأجرت معه هذا الحوار الشامل حول طبيعة ودور رابطة أبناء الصعيد وسر قوتها ونجاحها.. وإلى نص الحوار..
– بداية من أين أتت فكرة إنشاء رابطة أبناء الصعيد؟
كما يقولون الحاجة أم الاختراع، ونحن كأبناء الصعيد ننتشر بشكل ضخم في كل أنحاء المحافظات، وفي القاهرة الكبرى، فكان الأمر يحتاج إلى كيان ورابطة من أجل خدمة كل هذا العدد وخاصة هؤلاء ممن تقطعت بهم السبل أو من يأتي من القرى ويحتاج للمساعدة في القاهرة الواسعة، ومن هنا أنشأنا رابطة أبناء الصعيد.
–ما الهدف من إنشاء الرابطة؟
في الحقيقة الهدف من إنشاء الرابطة معنوي أولا وأخيرا، ولا تهدف لأي أغراض أخرى سواء مادية أو سياسية، ولا تلزم الأعضاء فيها بأي اشتراكات أو التزامات وتمتد من محافظة بني سويف شمالا حتى أسوان جنوبا، وتضم شخصيات وطنية مشرفة ومستشارين وصحفيين وكتّابا ورجال أعمال ومواطنين عاديين ونجتمع يوميا ونقدم الخدمة لمن يطلبها بحق الأهلية والقومية والوطنية، لا نبتغي من ذلك سبيلا سوى وجه الله تعالى وخدمة إخوتنا.
– كان للرابطة دور قوي لدعم الدولة المصرية في فترة شديدة الصعوبة وحالكة الظلام.. حدثنا عن ذلك.
من المعروف أن المصري لا يتأخر عن دعم وطنه، فما بالك بالمصري الصعيدي والذي يمكنه أن يضحي بحياته من أجل مصر ومن أجل شرفه ومن أجل النخوة والغيرة على بلده، ورابطة أبناء الصعيد لها دور مشهود منذ 30 يونيه في دعم ومساندة الدولة المصرية، حينما أراد الإخوان حرق البلاد وتخريب المنشآت وسفك دماء المصريين، وهنا لعب أبناء الصعيد دورا فاعلا في كل المناسبات، ونُظمت المؤتمرات التي كانت تضم آلاف الحضور من أجل الدعوة لمساندة البلاد وتفويت الفرصة على من يريدونها خرابا، كما نظمت الرابطة المسيرات في الشوارع التي تندد بعنف الإخوان الإرهابيين وتعلن مساندتها للدولة، فكان لها أعظم الأثر عند المواطنين وفي النهاية ذهب الإخوان غير مأسوف عليهم وبقيت مصر ورجال الصعيد الشرفاء.
– حدثنا عن المؤتمر الحاشد الذي نظمتموه مؤخرا لدعم الدولة المصرية.
نظمت رابطة أبناء الصعيد مؤتمرا حاشدا لجميع أبناء الصعيد حضره الآلاف لمواجهة المهاترات الصادرة من قطر وتركيا تجاه مصر بعد موقفها المشرف في ليبيا وإجهاضها لكل المخططات التي كانت تهدف إلى السيطرة على بلاد عمر المختار وسرقة ثرواتها، وكان لمصر دور قوي في شرق ليبيا وشرحنا خلال المؤتمر سر تآمر النظامين في الدوحة وأنقرة لنهب ليبيا، ولماذا يهاجمون موقف مصر التي نجحت في الحفاظ على جارتنا موحدة وقوية وقبل أن يسرقها مرتزقة أردوغان، ثم نظمنا مؤتمرا ثانيا بعدها بأيام وحقق نجاحا كبيرا.
– ما طبيعة عمل الرابطة، وهل لها اتصالات بالمسئولين لحل مشكلات أبناء الصعيد؟
الرابطة كيان معنوي في النهاية، ننهي المشكلات فيما بيننا، وحينما نستعرض مطالب أصحاب الحاجات نبحث عمن يمكن أن يتصدى لحلها من أبناء الرابطة، وكما قلت لك تضم الرابطة من بين أعضائها كل التخصصات في الصحة والتعليم والأمن، والأمور تحل بشكل شخصي وبمبادرات شخصية وليست ملزمة للمسئولين.
– ما الشكل القانوني لرابطة أبناء الصعيد؟
بالطبع لدينا كيان قانوني وهي مشهرة باسم «جمعية أبناء الصعيد»، لكننا نستخدم لفظ رابطة أبناء الصعيد لأنه أعم وأشمل ولأنها ليست جمعية، فهي منتشرة في كل مكان ولها أعضاء بالآلاف في كل مكان.
– وماذا عن مجلس القبائل.. وهل بينكم تعاون؟
أبناء القبائل أهلنا ولدينا صلات وقرابات مع أبناء القبائل من السلوم لأسوان، حتى أن لنا ارتباطات مع قبائل في الدول العربية، واللواء أحمد زغلول، والمهندس موسى مصطفى موسى، والنائب أحمد رسلان، لهم باع طويل في تنظيم عمل القبائل وتوحيدها، وجعلها على قلب رجل واحد، والقبائل أساس الشعوب ونتحرك بسرعة ونجتمع لنقوم على رأي موحد حينما تتعرض البلاد للخطر وتكون في حاجة إلى المساندة، ونعرضه على المسئولين ولا نتأخر عن دعم الدولة.
-هناك مقولة بين أبناء الصعيد بأن الرئيس السيسي امتداد لزعامة عبد الناصر؟
هذا الكلام صادف عين الحقيقة، بالفعل مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي تذكرنا بمواقف الزعيم جمال عبد الناصر، وصعايدة مصر امتداد لعبد الناصر وهو من علمنا الوطنية والكفاح والعروبة، وهو كان صاحب هذه القضية في الوطن العربي وكان يحمل همّ كل العرب ولديه الغيرة على نساء العرب وكان يريد أن يجعل الأمة العربية حرة عزيزة ليست تابعة لأحد. والرئيس السيسي يذكرنا به، لأنه يتعامل ويحكم بنفس الكبرياء العربي والزعامة التي ورثناها عن الزعيم جمال عبد الناصر، ونذكر كيف استطاع الرئيس السيسي وفي وقت صعب والوطن العربي كله منهار، أن يعبر بمصر إلى بر الأمان والصعايدة يحبون الزعامة فمن الطبيعي يحبون ويقدرون الرئيس السيسي لأنه زعيم بمعنى الكلمة.
– بمناسبة الرئيس السيسي.. كيف ترى حجم الإنجازات في عصره؟
سأقول لك شيئا .. منذ أيام كنت قادما من مدينة أكتوبر وشعرت ودون مبالغة أنني أسير في دبي والإمارات، ومصر أصبحت جميلة ونظيفة ونضرة وشابة، والمشروعات في كل شبر لا ينكرها إلا أعمى، انظر إلى العاصمة الجديدة وكيف سيكون شكلها وجمالها وانظر لبقية المشروعات في كافة مناحي الحياة وعلى امتداد مصر، ألم يسأل بعضنا نفسه من أين تأتي كل تلك الأموال لتنفيذ آلاف المشروعات في وقت واحد؟، ما أود قوله هنا أن مصر أصبحت لها رؤية ويد تخطط وترسم مستقبل الأجيال المقبلة، وهذا ما يشعر به كل مواطن مصري لأنه يرى بأم عينه المشروعات أمام باب منزله.
–مارأيك في مشروع “حياة كريمة” الذي ينفذ في القرى بالصعيد والأرياف؟
في رأيي من أعظم المشروعات التي ستنفذ في تاريخ مصر على مر التاريخ، لأن الريف المصري سواء في الصعيد أو الريف كان مظلوما على مدار السنين، وكلنا نذكر الترع التي تبعث بالأمراض ونقص الخدمات، ومشروع حياة كريمة الذي أطلقه الرئيس السيسي ويصل لنحو 5 آلاف قرية سوف يعيد الأمل لسكان القرى، وكلنا رأينا جمال الترع عقب التبطين، كما أن الرئيس وعد بأن المشروع يستهدف تطوير القرى وتوفير كافة الخدمات لها من صرف صحي ومياه ومدارس ومستشفيات وطرق وهو مشروع عملاق يستحق كل الدعم.
– باشرت بنفسك العديد من مؤتمرات الصلح في قضايا الثأر بين العائلات الصعيدية.. في رأيك كيف يمكن السيطرة والحد من تلك الظاهرة؟
في كل قضايا الثأر أنا أفضل الحل المجتمعي عن الحل الأمني، حتى يمكن إنهاء الخصومة من أساسها، وأنا أرى أن بداية القضاء على هذه الظاهرة التي تؤرق القرى الصعيدية هي إعادة الهيبة إلى «الكبير» في العائلات وأن تتعامل الداخلية كما في السابق مع زعماء القرى والقبائل لتسهيل مهامهم ، وقديما كان للعمدة أو كبير القرية هيبة وكان يستطيع أن يفرض الأمن ويتصدى لكل الانحرافات في القرية وكلمته مسموعة، وحينها سيكون الكبير عونًا للأجهزة الأمنية في السيطرة على الوضع في القرى لأنه يحتاج لطبيعة خاصة في التعاطي مع تلك المشكلات.
– العادات والتقاليد في الصعيد هل مازالت موجودة كما هي؟
لا أستطيع القول بأن العادات والتقاليد في الصعيد مازالت كما هي مثلما كانت قبل 50 سنة مثلا، لكن مازال أساس العادات موجودًا، فالكل يعرف العيب واحترام الكبير وتوقير الوالدين، وما يصح وما لا يصح، لكن “تهميش” كبار القرى والعائلات جعل من الأمر مشكلة.
– هناك مقترح لضم كل اتحادات القبائل والعائلات في كيان واحد تحت مسمى المجلس القومي للقبائل.. كيف ترى تلك الخطوة؟
بالطبع سيكون أفضل بكثير من الكيانات المتفرقة، لأن الاتحاد قوة، وستكون كلمتهم واحدة، وأتمنى أن تتوحد كل القبائل تحت رعاية الدولة لتصب في مكان واحد.
–كيف ترى إساءة الإعلامي تامر أمين لنساء الصعيد، وكيف ترى اعتذاره وتحرك الدولة الرسمية؟
أولاً نحن نرفض اعتذاره وهو عندي والعدم سواء، فالخطأ والتجاوز هذه المرة أكبر من أي اعتذار، ومع شكري لتحرك الجهات المسئولة عن القيم والإعلام في مصر، إلا أن الأمر يتعدى الخوض في الأعراض والشرف إلى كونه جريمة مكتملة الأركان وسنعيد حق حرائر الصعيد، وإنني لأستغرب كيف غابت المسئولية الاجتماعية والمهنية عن هذا الإعلامي ليخطئ في حق أبناء الصعيد بهذا الشكل حتى لو خانه التعبير.
– أخيرًا.. رسالة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
أقول للرئيس البطل عبد الفتاح السيسي، إننا خلفه وفي ظهره على كلمة واحدة، ولو خضت بنا البحر لخضناه معك، وندعو الله بأن يمنحه العمر المديد ليستمر في خدمة مصر، وهو في قلب كل صعيدي، وأن كل القبائل الصعيدية تكن له الاحترام والتقدير، وأتمنى أن يكونوا في دائرة اهتمام الرئيس ورعايته، حفظكم الله تعالى لمصر وللعروبة.