وصية البطل سعيد حمدي.. أحد شهداء منطقة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء
أسماء صبحي
الشهيد البطل سعيد حمدي، أحد مقاتلي الدفعة 107 حربية، استشهد في يوم 30 أغسطس 2020 بمنطقة بئر العبد محافظة شمال سيناء.
نص وصية البطل سعيد حمدي
وجاء نص وصية الشهيد البطل كما يلي: “بسم الله الرحمن الرحيم
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون” صدق الله العظيم
لمن ذرف الدموع علي كثيراً ،، لمن تقطع قلبه ألماً برحيلي عنه لمن لا يزال يفتقدني ولا تزال ذكرياتي حاضرة معه وعنده ،،
ولمن لا يزال يدخل غرفتي فلا يستطيع مواجهة ذكرياتي،،
ولا يزال يتأمل في أشيائي فيقاوم موجات الحزن التي تحاول إغراق روحه علي ،، لأعزائي وأحبابي وأهلي وأصدقائي ” أنا لم أمت ”
أنا إخترت الرحيل كي أعيش حياً في تاريخ وطني مصر،،
أنا حي في تاريخ شهداء مصر وفي تاريخ العطاء والتضحية للوطن
أنا حي وإسمي مخلد بين أسماء شهداء رجال القوات المسلحة الذين دفعوا حياتهم فداءً لمصر ،،
إخترت أن أُشرفَ إسمك يا أبي وإخترت أن أجعلكِ يا أمي من نساء أهل الجنة ،، وإخترت أنا أكون شفيعاً بشهادتي لكم يا أهلي ،، فالشهيد كما قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام يشفع في سبعين إنساناً من أقاربه
يابني رحلت عنك وقد لا تتذكرني وتعرفني ،، ستمضي بك السنون وقد تغفل ملامحي وملامح صوتي ووجهي لكني حيٌ بينكم
إسمي سيظل مرافقاً لك كما روحي يزيد شرفاً وعزة فأنت إبن شهيد الوطن ،، ستمر بين الناس ويُشار إليك أنك إبناً لمن فدي مصر بروحه ودمه ،، ستظل روحي ترفرف معك في خطوات حياتك
إخترت أن يُزهر الوطن بدمي ،، كي يعيش وطني وتتزين به صفحات التاريخ لابد أن نقدم دمائنا فداه
أرواحنا التي دفعناها لأجل أن تبقي مصر وطناً شامخ
لم يكن من الممكن ان نقبل أن تُخطف منا أرضنا التي نشأنا عليها وتُسلب
لم نكن لنرضي ان تمر بنا مثل هذه الأيام وقد فقدنا بهجة أعيادنا الوطنية.
ولم نكن لنقبل أيضاً أن تسقط سيناء في يد أعداء السلام والعرب ،، هذا واجبنا عند الله قبل أن يكون واجبنا للوطن
عندما رحلت إلي أرضها للدفاع ونحن ندرك أننا قد لا نعود لكم
أبي يا من مازلت تبكيني ،، أمي يا من دموعك لا تزال تُذرف شوقاً وحنيناً إلي ،، زوجتي يا من أوجعك فراقي وغيابي عنك ،،
أريدكم ان تعتزوا بإستشهادي ولا تحزنوا ،،
لم أكن لأرضي أن أعيش في حياتي مسلماً بالإسم بل إخترت درب الشهادة والشجاعة
وهل هناك أعظم من الإستشهاد في سبيل الله والوطن ؟!
وهل هناك مرتبة عالية وتكريم كمرتبة الشهيد في الجنة ؟!
إخترت أن أسبقكم إلي الجنة ،، إختارني الله قبلكم لالتقيكم هناك
حقي ودمي وإن أهملته دكاكين حقوق الإنسان والمنظمات المشبوهة وأفلت القاتل من عقابه في الدنيا فإن حقي يوم الحساب عند رب العالمين والعدل لن يضيع،،.
عندما رحلت وغادرت منزلي عنكم فقد إختارني القدر ذلك اليوم لآكون شهيد مصر
أنا الشهيد المصري الذي تحتفي به مصر كلها اليوم
وأريدكم أن تحتفوا بي فخراً وعزة وشرف
أنا الشهيد المصري الذي تشهد له أرض سيناء أن دمي نزف هناك لأجل أن تستمر بلاد العرب عربية ،،
رحيلي ليس قصة حزن في حياتكم إنما تشريف وقصة الفوز بالفردوس الأعلي
آمل أن تبقي مصر كما عهدتها دائماً بكل الحب والعطاء والخير لأنها بالنسبة للعرب هي القلب وإذا توقف القلب فلن يكون للعرب حياة”.