نواف الزرو يكتب: الاحتلال يتجاوز كل الخطوط الحمر في حرب الاقتحامات للاماكن المقدسة: فمن يردع ….؟!
مرة اخرى نعود لموضوع الاقتحامات العسكرية –الامنية المستعربة الاستيطانية التهويدية المرعبة التي تتلاحق على مدار الساعة ضد الحرم والاقصى وكل الاماكن المقدسية، ففي المشهد الفلسطيني المتصل، تتصاعد الاعتداءات والجرائم التي تقوم بها عصابات المستعمرين الإرهابيين اليهود في أنحاء الضفة الغربية ضد الوجود والصمود العربي الفلسطيني عمومًا، وضد الأماكن المقدسة والمعابد والكنائس والمساجد على نحو خاص، ففي أحدث وأقرب الاعتداءات الإرهابية التي تقوم بها تلك العصابات، قامت مجموعات من المستوطنين اول امس باقتحام الاقصى والحرم الابراهيمي في آن واحد، في الوقت الذي يشن فيه المستوطنون موجات من الهجمات المبيتة المنهجية على مختلف المواقع الفلسطينية في انحاء الضفة وفي المدينة المقدسة على نحو مركز، وفي هذه السياق يقتحم العشرات من كبار حاخامات المستوطنات والمعاهد الدينية المسجد الأقصى المبارك ويعقدون العديد من المحاضرات والنقاشات التوراتية التمهيدية للمزيد والمزيد من الاقتحامات ، ويرافقهم في هذه الاقتحامات مجموعات من طلاب هذه المعاهد، وكان من أبرز الحضور في نيسان الماضي على سبيل المثال مجموعة مؤسسي “السنهدرين الجديد”، التي تعمل على إعادة إحياء سلطة الحاخامات القيادية للمجتمع اليهودي بإحياء “مجلس القضاة” المسمى “السنهدرين” بحسب الوصف التوراتي، وأكد حاخامات “السنهدرين الجديد” أن وقت أداء “قربان الفصح” في الأقصى قد حان ولم يعد يحول دونه شيء، ودارت كلمات جميع الحضور حول التحضيرات لـ”قربان الفصح” و”بناء الهيكل” و”قدوم المسيح المخلص” وضرورة “البناء البشري للهيكل” تمهيداً لقدومه، وأهمية الوجود اليهودي الكبير في المسجد الأقصى.
وفي نهج الاقتحامات الارهابية للحرم الشريف والاقصى معروف أن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى تجري بشكل يومي وبمجموعات متتالية اصبحت تزيد عن 150-200 مستوطنًا يوميًا، بينما كشفت المصادر الفلسطينية “أن أعداد المتطرفين اليهود المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك خلال العام 2021 مثلا بلغت نحو 30000 ارهابي، تحت حماية الآلاف من شرطة الاحتلال وقواتها الخاصة وعناصر المخابرات التي اخترقت الوضع التاريخي والقانوني الذي كان قائمًا للمسجد-: -“. والأخطر من كل ذلك أن “منظمات الهيكل” الاستيطانية، أجرت استعراضاً للصور، ووضعت مُجسّماً كبيراً “للهيكل المزعوم” عند مدخل جسر باب المغاربة، ضمن أثاث ومُقتنيات ما يُسمى (العريش) المخصص للصلاة قبل اقتحام المسجد الأقصى، كما تم عرض سلسلة من الصور الخيالية والمعالجة بـ (فوتوشوب)، كذلك تم استعراض تطبيق إلكتروني إسرائيلي يُخفي قبة الصخرة من المشهد العام لمدينة القدس والبلدة القديمة ويستبدله بشكل (الهيكل المزعوم) وفق تلك الجمعيات والمنظمات المتزمتة، واستعرض أفراد وقيادات تلك التنظيمات المتزمتة البرنامج عبر حواسيب رقمية “تابلت”، وشكل القدس ومشهدها العام بعد إزالة مسجد قبة الصخرة واستبداله بما يسمى (قدس الأقداس) وفق معتقداتهم ورسوماتهم الخرافية- وكالات”.
وعن اقتحامات المسجد الأقصى بحجة الشعائر الدينيّة وحقوق الإنسان كأدواتٍ لسيطرة الاحتلال على الحرم وعلى القدس، فقد جاء في ورقة بحثيّة نشرت في مجلة “دراسات الاستعمار الاستيطانيّ”، للباحثة “رشيل فيلدمان”، بتاريخ 28 آذار 2018: “منذ العام 2010، هنالك إقبالٌ متزايدٌ في المجتمع الصهيونيّ لاقتحام المسجد الأقصى، باعتباره “حجّاً أو صعوداً إلى جبل الهيكل”، من خلال جولاتٍ دينيّةٍ ينفّذ فيها المقتحمون مهام دولة [العدوّ] بالوكالة، وتعدّ هذه الجولات أداةً من أدوات سيطرة الاحتلال، يتمّ من خلالها تمرير خطابٍ جديدٍ، استعماريِّ في جوهره، ومغلّفٍ بقشرةٍ من خطاب حقوق الإنسان والحريّات الدينيّة، تلتقي فيه المعتقدات الدينيّة اليهوديّة بالأيديولوجيات العلمانيّة الليبراليّة، واليوم، أصبحت هذه الاقتحامات طقساً من طقوس الاستعمار العلمانيّ، تؤدّيه الجماعات الدينيّة اليهوديّة بالنيابة عن الدولة الصهيونيّة، وتعمل في ذات الوقت بشكلٍ استراتيجيٍّ على قلب العلاقة ما بين المستوطنين وأهل البلاد من خلال إظهار ذاتهم كضحايا ومسلوبي الحقوق”.