قبائل و عائلات

 قبيلة الرولة: قصة قبيلة عظيمة من أكبر قبائل عنزة وأبرزها

تعد قبيلة الرولة واحدة من أكبر وأشهر قبائل عنزة العدنانية، حتى أن البعض يعتقد أنها قبيلة مستقلة. كما يطلق عليها “الرولة” لأنهم كانوا يسرعون في المشي، واسمهم الأصلي هو “الزايد” أو “الجلاس” نسبةً إلى جدهم زايد بن الجلاس بن مسلم بن بكر بن وائل بن قاسط بن أهنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن عدنان بن إسماعيل.

تاريخ قبيلة الرولة

قبيلة الرولة تمثل جزءًا من ضنا مسلم من عنزة، الذين ينتمون إلى بكر في بني وائل. وذكر العلامة حمد الحقيل في كتابه “كنز الأنساب” أن عنزة العدنانية تعَد من أكبر القبائل العربية، مشيرًا إلى أن فيها ملوك وأمراء وفرسان وشعراء أفذاذ. وقد ذكر السمعاني في كتابه “الأنساب” أن عنزة هي حي من ربيعة. تضم بطونًا متعددة منها رفيدة وأراشة وعبد القيس وبني حنيفة.

انتشرت منازل قبيلة عنزة من نجد إلى الحجاز ووادي السرحان والجوف والعراق والبادية السورية حتى حمص وحماة وحلب. وقد شملت عنزة بطون بكر وتغلب وبني شيبان وبني حنيفة، الذين دخلوا تحت مسمى عنزة الأكبر. وقد كانت الرولة تمثل بكر في بني وائل.

أمير قبيلة الرولة سابقًا هو القعقاع، شيخ القعاقعة من الرولة. ويعد من أسرة عريقة تنتمي إلى جدها الأول مطير بن القعقاع بن شور بن عمرو بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن ربيعة. كما ذكر المؤرخ محمود شاكر في كتابه “تاريخ جزيرة العرب” أن عنزة تعَد من أكبر القبائل العربية. وتمتد بطونها من نجد إلى الحجاز والحماد ووادي السرحان والبادية السورية والمناطق الشرقية.

الرولة هي آخر القبائل العنزية التي هاجرت من نجد واستقرت في شمال الجزيرة العربية. حيث اصطدمت مع قبائل الشمال مثل شمر وبني صخر، وحتى أبناء عمومتها ولد علي من عنزة. استطاعت الرولة التغلب على تلك القبائل والتوسع في الأراضي السورية بحثًا عن المراعي الخصبة. وحكمت شمال الجزيرة بفضل زعيمها الشهير النوري بن شعلان، الذي تولى زعامة القبيلة لمدة ستين عامًا.

عاداتها

في فصل الشتاء، كانت الرولة تعود إلى البر الداخلي وديار الجوف والحماد. حيث اشتهرت تلك المناطق بمراعيها الخصبة. وبعد صراع مرير مع آل رشيد. كما تمكن الأمير نواف الشعلان من السيطرة على الجوف وحكمه باسم والده الذي استقر في دمشق.

شيوخ الرولة من آل شعلان كانت لهم علاقة قوية مع الدولة العثمانية ودول الاستعمار بفضل زعيمهم النوري بن شعلان، الذي تمكن من الحفاظ على هيبة الرولة وتماسكها. وقد برزت الرولة وزعماؤها في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، ونالت العديد من الدراسات والبحوث الاستشراقية، حيث كانت نموذجًا فريدًا لعرب البادية الشمالية.

الشعلان، شيوخ الرولة، حققوا المجد من جميع أطرافه، حيث برز منهم فرسان وشعراء عظام مثل الدريعي وخلف الأذن الشعلان وضيغم والنوري وأورنس وسطام. وقد استمرت زعامة الشعلان على الرولة لأكثر من خمسمائة عام. وبعد اكتساح الملك عبد العزيز للجوف، انتهى حكم الشعلان بشكل سلمي، نظرًا للعلاقة القوية بين الأسرة الحاكمة وآل شعلان.

الملك عبد العزيز تزوج من حفيدة الأمير النوري بن شعلان، وأنجبت له الأمراء ممدوح ومشهور وثامر. وتزوج ابنه سعود أيضًا من حفيدة النوري. ولي العهد السعودي الأمير عبد الله تزوج من الأميرة حصة بنت طراد بن سطام الشعلان، وهي شقيقة الأمير أورنس.

نخوة عموم الرولة هي “العليا”، ولاتزال قبائل الرولة تحتفظ بعطفة الحرب، مما يدل على قوتها وبأسها. وللرولة بيرق يشبه العلم السعودي اليوم، عليه سيف ومكتوب عليه الشهادتين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى