العزازمة.. بدو رحل لا يمارسون الزراعة إلا قليلا
دعاء رحيل
يسكن العزازمة جنوب و جنوب شرق بئر السبع. وإقامتهم في فلسطين أقدم من إقامة التياها والترابين. وهم ينتمون من ناحية النسب ، كما تثبت صحتهم للحرب “صبيان قضاعة !”، إلى قضاعة وهم قوم كانوا منذ ما قبل الإسلام يسكنون في شمال الحجاز والبادية السورية ثم نسبوا لاحقا إلى العرب الجنوبيين.
(انظر مقال بلي في فصل الحجاز).
كان على التياها، الذين هم اليوم جيران العزازمة في الشمال، أن يعبروا منطقة العزازمة عند قدومهم من سيناء. وقد احتفظت حكاية أصلهم بذكرى عن معارك في ذلك الوقت. ومع الترابين، المجاورين لهم من جهة الغرب، دخل العزازمة في وقت مبكر في علاقات تحالفية وشاركوا في حملاتهم الحربية ، ولكن في عام 1887م حدث شقاق بين الفريقين بسبب خلاف على ملكية منطقة السر. أصيب العزازمة في الحرب مع الترابين بخسائر فادحة. ولذلك طلبوا من بطرك القدس اليوناني الوساطة، وتمكن البطرك بمساعدة الحكومة من تحقيق صلح بین الخصمين.
أصبح العزازمة اليوم أضعف قبيلة حول بئر السبع. ومنطقتهم عبارة عن هضبة
(1) شقير، ص 586 وما بعدها .
في الصحراء تنحدر بتضاريس حادة نحو الغرب والجنوب والشرق وتصعد باتجاه الجنوب، وهي تجاور من جهة الجنوب الغربي منطقة تباها سیناء عند بيرين وعين القديرات و وادي العسلي، وفي الغرب تجاور منطقة الترابين عند الخلصة والرحيبة . وفي الجنوب الشرقي يصل العزازمة حتى العربة حيث يتقاسمون مع السعيديين الينابيع : حصب، وعين الويبه، ميمليحة
في الصيف تخيم القبيلة الفرعية المسعوديين بعيدة إلى الشمال وتصل حتى الرملة.
العزازمة بدو رحل لا يمارسون الزراعة إلا قليلا في الجزء الشمالي من منطقتهم. في الشتاء يستعملون مياه الأمطار التي تتجمع في الوديان الموجودة هناك وتبقى فترة من الزمن، وفي الصيف يستعملون الأحواض التي تعدها كل عشيرة قرب مخيمها . أما في الخريف فيخيمون قرب الينابيع القليلة أو الآبار التي يعود بعضها إلى العهد البيزنطي.
_________________________________________
(1) انظر كنعان، بدو العزازمة ومنطقتهم، في م
89 – 118.
مجلة الجمعية الألمانية – الفلسطينية ، الجزء 51،