تاريخ ومزارات

براعة الفراعنة.. تعرف على شروط الالتحاق بكلية الطب في مصر القديمة

أميرة جادو

عرف المصريون القدماء خصائص بعض العقاقير، وكانوا يختارون طعامهم بعناية من بين المواد الحيوانية والنباتية، حيث استندوا إلى ملاحظاتهم الدقيقة لتحديد تأثيراتها الطبية، تعلّم الأبناء عن الآباء في المنازل هذه الخواص الطبية، وأصبحت صناعة الدواء تنتقل عبر الأجيال كسر مهني متوارث، حتى سيطرت بعض الأسر على علوم الطب، وكان المنزل في البداية هو المدرسة التي يتعلم فيها الإنسان صناعة الدواء والطب.

“المعبد” مركز الطب والعلاج

عندما بدأ الإنسان بتوثيق علومه على أوراق البردي، قام بتسجيل معلومات دوائية، وذكر أسماء العقاقير وفوائدها. تم وضع هذه اللوحات في المعبد، الذي أصبح قبلة للمرضى الذين يذهبون إليه طلبًا للشفاء. تحولت المعابد إلى مدارس علمية، واحتكر الكهنة علم الطب وارتبطوا به، إذ أضفوا عليه قداسة جعلته مهنة خاصة.

المدارس القديمة

كانت الحضارة المصرية القديمة غنية بالعلوم والمعرفة في جميع المجالات. في هذا السياق، كان من المتوقع أن يكون لديهم مدارس خاصة يتلقى فيها الأبناء تعليماً متكاملاً يشمل الكتابة، الدين، الحساب، الهندسة، وعلوم الطب.

وكانت مدينة “أون” أو “هيليوبوليس” من أبرز مراكز الثقافة والتعليم في الدولة القديمة، حيث كانت مدرسة أون وجهة للطلاب من كافة أنحاء مصر للحصول على العلم في الطب والعقاقير. هذه المدرسة كانت تشتهر بأنها المكان الذي تلقى فيه المصريون أول دروسهم عن الطب والعلاج.

الكتب الطبية في المصرية القديمة

كان الملك أتويتس، من الأسرة الأولى، قد وضع مجموعة من الكتب الطبية التي تضمنت دراسات عن العقاقير. وكانت هذه الكتب تؤكد أن العلوم الطبية في مصر القديمة لم تكن مجرد تجارب عشوائية، بل علمٌ ممنهج وموروث عبر الأجيال.

مدارس الطب في مصر القديمة

كانت مدارس الطب في مصر القديمة ذات مكانة عالية، وعُرفت باسم “بيت الحياة”. هذه المدارس كانت مقتصرة على علية القوم وأبناء الأطباء. في مدينة طيبة، التي أصبحت مركزًا علميًا بعد توسيع سلطة عبادة آمون، كانت مدارس الطب جزءًا من المعابد. كان قبول الطلاب في هذه المدارس يتطلب اجتياز امتحان عسير للحصول على شهادة أولية في اللاهوت، قبل أن يتقدموا إلى دراسة الطب العملية.

تعليم الطب في طيبة والقصور الملكية

في الدولة الحديثة، كانت طيبة مركزًا لعبادة آمون، حيث كانت مدارس “بيت الحياة” تدرس فيها علوم الطب على أيدي كهنة وأطباء متخصّصين، خاصة أطباء القصور الملكية. كانت الدراسة الطبية طويلة ومعقدة، حيث يتعلم الطلاب العقاقير، أسماء الأعشاب، وخواصها، بالإضافة إلى تصنيع الأدوية المختلفة.

مدرسة “سايس”

في العصور الفرعونية المتأخرة، كانت “سايس” أو “صا” مدرسة طبية مشهورة تخرج منها العديد من الأطباء. ظلت هذه المدرسة تحمل مشعل العلم حتى تلاشى تأثيرها مع تراجع حضارة مصر، ولكن تم تجديدها في العصر الفارسي لتستمر في تأدية دورها العلمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى