دريد بن الصمة: الفارس الشاعر الذي خلدته دموع الرثاء والسيف
دريد بن الصمة، الذي يعود نسبه إلى هوازن من قيس عيلان، كان فارسًا شجاعًا وشاعرًا مرموقًا. كما لقب والده بالصمة. برع دريد في ميدان القتال والشعر. واشتهر بكونه أكثر الشعراء الفرسان غزوًا وانتصارًا.
حياته في ساحات القتال
كان لدريد أربعة إخوة: عبد الله، وعبد يغوث، وقيس، وخال، وقد قتلوا جميعًا في الحروب والغزوات. هذه الفواجع أثرت في نفسه وأشعلت لديه حس الفجيعة والموت. مما جعله يؤمن بأن القتل هو قدر مكتوب عليهم. أقسم دريد أن يثأر لإخوته بنفسه، وكرّس حياته للغزو والتنقل بين المعارك بحثًا عن الانتقام.
إبداعه الشعري
كما تألق دريد بن الصمة في شعر الرثاء، حيث رثى إخوته بكلمات جريحة ومؤثرة تفيض بالعواطف. تميز رثاؤه بعمق المعنى والتجربة، متفوقًا على رثاء المهلهل، إذ كان ينبع من القلب ويغوص في الوجدان. كما برع دريد في تصوير الفروسية والشجاعة، مما جعله فارسًا ملفعًا بالسواد وموشحًا بالنصر.
ملامح شعره
امتازت قصائد دريد بالفخر والتهديد، معبرًا عن نشوة الانتصار. لكنها افتقرت إلى الصفاء الفني الذي ميز رثاءه. أما هجاؤه فكان معتدلًا، حيث اقتصر على العتاب والتأنيب دون الفحش والقذع.
أبيات خالدة
من شعره:
“أبى القتل إلا آل صمة، ثأر وانتصار، ثأر وفخر، دريد والخنساء وسواها.”