تاريخ ومزارات

علي مشرفة: عبقري الفيزياء الذي سبق عصره

ولد الدكتور علي مشرفة في دمياط، مصر عام 1898. كما كان والده من علماء الدين وأحد تلاميذ الإمام جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده. نشأ مشرفة في بيئة مريحة مادياً واجتماعياً، مما ساعده على تنمية حسه الرفيع بالجمال والخير. ومصادقة الضعفاء والمحتاجين.

مراحل التعليم والتميز العلمي

في عام 1907، حصل مشرفة على الشهادة الابتدائية، وفي نفس العام توفي والده. تاركاً إياه في عمر الثانية عشرة ربًا لأسرته. التحاقه بمدرسة المعلمين العليا في 1914 كان بداية لمسيرة علمية متميزة. في 1917. كما نال مشرفة منحة دراسية إلى إنجلترا. حيث حصل على بكالوريوس العلوم مع مرتبة الشرف من كلية الملك بلندن، ثم على دكتوراه الفلسفة في وقت قياسي.

العودة إلى مصر والإنجازات الأكاديمية

عند عودته لمصر. كما عين مدرساً بمدرسة المعلمين العليا، لكنه سرعان ما عاد إلى إنجلترا ليحصل على دكتوراه العلوم، ليصبح أول مصري ينال هذا اللقب. في عام 1925. عين أستاذاً للرياضيات التطبيقية بجامعة القاهرة. ومن ثم عميداً لكلية العلوم عام 1936. حيث انتخب للعمادة أربع مرات متتالية.

إسهاماته العلمية الرائدة

كما قدم الدكتور مشرفة أبحاثاً هامة في النظرية الكمية وتطبيقها على ظاهرتي شتارك وزيمان، وأسس مفاهيم جديدة في فهم الإشعاع الشمسي والمادة. كان من أوائل العلماء الذين بحثوا في تفتت الذرة وإمكانية استخدامها في الحروب، حيث اقترح فكرة القنبلة الهيدروجينية.

إسهاماته الأدبية والفكرية

نشر مشرفة العديد من الكتب منها “النظرية النسبية”، و”الذرة والقنابل”، و”نحن والعلم”. كان يعتقد بأن إهمال دراسة الذرة يعدّ تهاوناً في الدفاع عن الوطن. أسس قسمًا للغة الإنجليزية والترجمة بجامعة القاهرة، واهتم بتعريب العلوم.

نشاطاته الثقافية والفنية

كان مشرفة عازفاً بارعاً على الكمان والبيانو، وأسّس الجمعية المصرية لهواة الموسيقى. عمل على تذليل الصعوبات في استخدام النغمات العربية في التأليف الموسيقي الحديث، وألّف كتاباً في الموسيقى المصرية.

دعوة أينشتاين ورفضها

في 1945، دعي من قبل العالم ألبرت أينشتاين لإلقاء أبحاث في الذرة كأستاذ زائر، لكنه اعتذر قائلاً: “في بلدي جيل يحتاج إلي”.

إرثه العلمي

تقدر أبحاث مشرفة في نظريات الكم، الذرة، الإشعاع، الميكانيكا والديناميكا بنحو خمسة عشر بحثًا، بجانب مائتي مسودة غير منشورة. كانت طموحاته تتجه نحو الحصول على جائزة نوبل في العلوم الرياضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى