الخديوي عباس حلمي الثاني: الحاكم الذي تحدى البريطانيين وأصبح رمزاً للمقاومة
ولد الخديوي عباس حلمي الثاني في الإسكندرية كابن لتوفيق باشا، وقضى معظم صباه في أوروبا حيث تلقى تعليماً أوروبياً متميزاً. تسلم الحكم في عام 1892.
من هو الخديوي عباس حلمي الثاني
كان عباس حلمي الثاني ذا ميول وطنية. واستطاع في بداية حكمه أن يجمع حوله شعبية كبيرة بسبب مقاومته للنفوذ البريطاني في مصر. كما أقام علاقات جيدة مع الإمبراطورية العثمانية. عارض بشدة الوجود العسكري البريطاني في بلاده وانتقد تصرفات الجنود البريطانيين، مما دفع القنصل البريطاني العام، اللورد كرومر، لفرض قيود صارمة عليه في عام 1894.
في عام 1898، احتلت مصر السودان. كما قام عباس حلمي بزيارة رسمية إلى لندن حيث شكر الحكومة البريطانية على مساعدتها في استعادة السودان. معبراً عن رغبته في التنسيق مع السلطات البريطانية.
في عام 1906، طالب الوطنيون المصريون بإقامة حكومة دستورية. إلا أن الخديوي رفض طلبهم، لكنه سمح بعد عام بتأسيس حزب وطني بقيادة مصطفى كامل في محاولة لتحقيق توازن بين الطموحات المصرية والتدخلات البريطانية. ومع ذلك، لم تكن بريطانيا على استعداد لتخفيف نفوذها. خاصة في ظل ضعف الإمبراطورية العثمانية وتقربها من ألمانيا. فقامت بتعيين اللورد كتشنر قنصلاً عاماً في القاهرة في عام 1911، الذي سرعان ما شدد التضييق على الخديوي وقيد حريته.
عند نشوب الحرب العالمية الأولى في عام 1914، انحاز الخديوي إلى العثمانيين، مما دفع بريطانيا إلى عزله وتعيين عمه حسين كامل مكانه وإعلان الحماية البريطانية على مصر.
أعلن استقلال مصر في عام 1922، وجرد الخديوي عباس حلمي الثاني من جميع مناصبه، وأرسل إلى المنفى في سويسرا حيث توفي في جنيف.