نصيب بن رباح: الشاعر العبد الذي أصبح نجماً في بلاط الملوك
نصيب بن رباح، المعروف بأبي الحجناء وأبي محجن، كان عبداً أسوداً لرجل من أهل وادي القرى. بدأ حياته كعبد ثم أتى عبد العزيز بن مروان، فمدحه واستحق منه الحرية، فاشتراه عبد العزيز وحرره. لاحقاً، انضم نصيب إلى بلاط عبد الملك وسليمان بن عبد الملك. ثم عمل مع عمر بن عبد العزيز والياً على المدينة، واستمر حتى أصبح خليفة.
من هو نصيب بن رباح
تميز نصيب بن رباح بشعره الفصيح والجيد، وكان بارعاً في المديح والنسيب والرثاء. كما كانت له بنات من نفس لونه، وقد رفض تزويجهن للموالي ولم يقبل العرب بهن كزوجات. حين سُئل عن حال بناته. كما قال: “صببت عليهن من جلدي فكسدن علي!”، مشيراً إلى أن لونه أثر على حظوظهن في الزواج.
بحسب ما ذكره أبو الفرج الأصفهاني في “الأغاني”، كان نصيب مولى لعبد العزيز بن مروان، وكان سابقاً مملوكاً لعرب من بني كنانة. تعددت الروايات حول كيفية حصول عبد العزيز على ولاء نصيب، سواء بشرائه من مالكيه أو من خلال كتابته.
وذكر ابن دأب أن نصيب كان من قضاعة، وقيل إن والدته كانت سوداء ووقعت عليها سيدها، ومن ثم بيع نصيب بعد وفاة أبيه. أما أبو اليقظان، فأشار إلى أن نصيب كان من كنانة من بني ضمرة.
أجمع المؤرخون على أن نصيب كان شاعراً فصيحاً، محترماً في بلاط الملوك، لم يكن له حظ في الهجاء وكان عفيفاً. كما تشير التقارير إلى أن نصيب كان معروفاً ومقدراً في المجتمع البدوي، يجيد مديح الملوك ومراثيهم، ولم يُنسب قط إلا بامرأته.
بحسب ما ورد في “معجم الأدباء” لياقوت الحموي، كان نصيب شاعراً فصيحاً ومقدماً في النسيب والمديح، ومترفعاً عن الهجاء. تضمنت إحدى الروايات عن اتصاله بعبد العزيز بن مروان أنه بدأ بنظم الشعر في شبابه وجعل ينشد شيوخ القبيلة، مما دفعهم للتخلص منه خوفاً من هجائه، فباعه سيده لعبد العزيز بن مروان، ومن هنا بدأت مسيرته في بلاط الملوك.