حوارات و تقارير

في ذاكرة الكوارث: حوادث الطيران التي ألمت بزعماء العالم

 

مع مرور الزمن، تظل القادة والزعماء السياسيون في مرمى الأحداث الغير متوقعة، حيث يتعرضون أحيانًا لمصائر مأساوية. فبعد مشاركته في مراسم افتتاح سد “قيز قلعة سي”، احترقت مروحية الرئيس الإيراني على طريق العودة إلى تبريز، حيث لقي رئيس البلاد وجميع المرافقين مصرعهم. كانت المروحية تحمل وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وممثل الولي الفقيه في محافظة آذربايجان الشرقية، السيد محمد علي آل‌ هاشم، ومحافظ أذربيجان الشرقية، مالك رحمتي، إلى جانب مرافقين وطاقم المروحية. استغرقت عملية البحث عن حطام المروحية الرئاسية نحو 16 ساعة، وخلال التقرير سنستعرض عددًا من الأمثلة على رؤساء وقادة الدول الذين تعرضوا لحوادث جوية

ياسر عرفات

في عام 1992، تعرض الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات لتجربة مروعة عندما تعرضت طائرته لحادث “هبوط اضطراري” في الصحراء الليبية. كانت الطائرة، التابعة لشركة طيران “أير بيساو”، تقله هو ومرافقيه أثناء رحلة قصيرة في 7 أبريل 1992. وعلى الرغم من الحادث المروع، نجا عرفات بأعجوبة بينما فقد ثلاثة من مرافقيه الأقرباء.

الرئيس الباكستاني

في السابع عشر من أغسطس عام 1988. تعرض الرئيس الباكستاني السابق، الجنرال محمد ضياء الحق، لمصير مأساوي عندما انفجرت طائرته في حادث مروع قرب بهاولبور. كان الرئيس الحق في رحلة برفقة نخبة من كبار العسكريين الباكستانيين.

على مدى العقود الثلاثة الماضية، تم تسليط الضوء على إمكانية أن يكون هذا الحادث مدبرًا.حيث أشير إلى وجود متفجرات مخبأة في “صندوق مانجو” على متن الطائرة التي كانت تقل الرئيس الحق ومرافقيه، مما أدى إلى تحطم الطائرة ووفاة الجميع على متنها.

أقر أكرام عوان، جاسوس من الاستخبارات الإسرائيلية والهندية، بأنه كان من أحضر غاز الأعصاب الذي استخدم في اغتيال الرئيس الحق. هذا الاعتراف أثار العديد من التساؤلات والتحقيقات حول خلفيات الحادث والأشخاص الذين تورطوا فيه.

رئيس مجلس الوزراء اللبناني

في حادث مأساوي، قُتل رئيس مجلس الوزراء اللبناني رشيد كرامي في تفجير طائرة عسكرية عمودية. وقد وُجِهت اتهامات لسمير جعجع، قائد القوات اللبنانية آنذاك، بتدبير هذا الاغتيال. تمت إدانته بالإعدام. ثم تم تحويل الحكم إلى السجن المؤبد، وأخيرًا تم الإفراج عنه سرًا في عام 2005.

هذا الحادث ألقى بظلال من الشك والجدل على الساحة السياسية اللبنانية، ولم يزل له تأثيرات مستمرة حتى اليوم، مما يجعله مصدرًا للتأمل والتحقيق المستمر في الظروف والمسؤوليات المحيطة بهذا الحدث الأليم.

رئيس الإكوادور

في 24 مايو 1981، وُقع حادث مأساوي أسفر عن وفاة رئيس الإكوادور خايمي رولدوس أغيليرا في تحطم طائرة، ولم توضح الظروف المحيطة بالحادث بالكامل. تداولت الشائعات حول إمكانية أن يكون هذا الحادث عملاً مدبرًا لاغتيال الرئيس رولدوس أغيليرا.

تظل هذه الحادثة مصدرًا للتساؤلات والجدل، حيث لم يتم الكشف عن كافة التفاصيل والتحقيقات المتعلقة بها، مما يجعلها واحدة من الأحداث الغامضة التي تحيط بتاريخ السياسة في الإكوادور.

الطائرة الرئاسية البولندية

في 10 أبريل 2010، تعرضت الطائرة الرئاسية البولندية لحادث تحطم بالقرب من مقاطعة سمولينسك في روسيا، وكان على متنها الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي، إلى جانب زوجته ماريا كاتشينسكا وعدد من كبار السياسيين البولنديين الآخرين. وقد تسبب هذا الحادث الأليم في وفاة جميع الركاب وأفراد طاقم الطائرة.

تأثرت بولندا والعالم بأسره بفاجعة هذا الحادث، حيث فقدت بولندا جيلًا كاملًا من السياسيين والمسؤولين البارزين، بما في ذلك الرئيس كاتشينسكي، الذي كان يُعتبر رمزًا للقيادة والتطور في بولندا. وبعد هذا الحادث الأليم، شهدت بولندا وروسيا والعالم بأسره فترة من الحداد والتأمل في أسباب وظروف هذا الحادث الذي بقي محط شكوك وتساؤلات.

الرئيس المقدوني

في 26 فبراير 2004، وقع حادث تحطم طائرة رئاسية أدى إلى وفاة الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي وعدد من أفراد الوفد المرافق له، بالإضافة إلى أفراد الطاقم. وقد وقعت الكارثة على بعد حوالي 10 كيلومترات من مدينة موستار في البوسنة والهرسك.

أكدت لجنة التحقيق أن تحطم الطائرة نتج عن أخطاء الطاقم، مما جعل هذا الحادث يظل مصدرًا للحزن والصدمة للشعب المقدوني والمجتمع الدولي. تلك الفاجعة شكلت فجوة كبيرة في المشهد السياسي لمقدونيا وأثرت على الاستقرار السياسي في البلاد، ولا تزال تشكل موضوعًا للتأمل والتحليل والتساؤل حول أسباب الحادث وتداعياته.

الرئيس الموزمبيقي

في 19 أكتوبر 1986، تعرضت طائرة من طراز “تو-134” تقل الرئيس الموزمبيقي سامورا ماشيل ووزراء حكومته لحادث تحطم في سماء حدود جنوب إفريقيا وموزمبيق وزيمبابوي أثناء عودتهم من مشاركتهم في مؤتمر دولي. وقد أدى هذا الحادث المأساوي إلى وفاة العديد من وزراء الحكومة الموزمبيقية بالإضافة إلى الرئيس ماشيل.

الرئيس العراقي

واجهت العراق فاجعة كبيرة يوم 13 أبريل 1966، عندما تعرضت مروحية تقل الرئيس العراقي عبد السلام عارف وعددًا من وزرائه ومرافقيه لحادث مأساوي. وفي ظروف غامضة، تعرضت المروحية لعاصفة رملية مفاجئة، مما أدى إلى ارتباك قائدها واستدارتها مرتين قبل أن تصطدم بالأرض وتنفجر، ما أسفر عن مقتل جميع الركاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى