بينها التجمع في “العريشة” وأكل “الفراشيح”.. تعرف على عادات بدو سانت كاترين في ليلة الجمعة
أميرة جادو
تضم مدينة “سانت كاترين” في جنوب سيناء، قبيلة الجبالية بعشائرها المختلفة، الذين فضلوا العيش فيها على الرغم من كونها أعلى قمة جبلية في مصر وليس بجنوب سيناء فقط؛ لذا فهي تكون أكثر المناطق برودة في مصر، وتعايش أبناء القبيلة مع شدة البرودة التي تصل إلى حد الصقيع في فصل الشتاء، ونزول الثلوج عليها لتحولها إلى قلعة بيضاء تشبه بعض المدن بالدول الأوروبية.
كما أن أبناء “الجبالية” قد اعتادوا على الظروف المناخية بالمدينة واستقروا بها، علاوة على عملهم في زراعة الوديان وكذلك العمل في السياحة، وتغلبوا على برودة الطقس ببعض أنواع من الأطعمة الخاصة بهم، والتي يفضل السائحون تناولها خلال فترة زيارتهم للمدينة، بجانب التمسك بالعادات الخاصة بتناول هذه الأطعمة على الرغم من التطور التي تشهده المدينة.
عادات بدو سانت كاترين
وفي هذا الإطار، كشف “رمضان الجبالي”، أحد أبناء القبيلة وحارس “دير سانت كاترين”، إن قبيلة الجبالية عاشوا بالقرب من موقع دير سانت كاترين قبل بناء الدير، واعتادوا العيش على سفح الجبال على الرغم من قسوة وبرودة الطقس خلال فصل الشتاء، وكانوا يتغلبون على هذا الطقس بتناول الأطعمة البدوية الخاصة بهم والتي تتميز بالسعرات الحرارية التي تمد الجسم بالطاقة، والتي كانت يجري تناولها وفق طقوس وعادات خاصة بالقبيلة.
السمر وتناول الأكلات البدوية
ولفت “الجبالي”، إلى أن من أهم العادات البدوية الأصيلة للقبيلة هي “السمر” والتجمع لتناول الأطعمة البدوية وحل المشكلات والحوار فيما بينهم، هذه العادات كانت تجري كل يوم أو كل أسبوع، أو خلال الأفراح والمناسبات المختلفة.
التجمع بالعريشة
وأردف “رمضان”، أن من أهم العادات الأسبوعية التي يقوم بها أبناء القبيلة، هي تجمع سكان التجمع البدوي أو القرية جميعهم مساء يوم الخميس عند منزل الجد أو الجدة الكبيرة بالعريشة “أي عشة داخل منطقة جبلية”؛ لتناول وجبة إفطار خفيفة صباح يوم الجمعة عبارة عن اللبة، وهي تتكون من عجين الدقيق والملح، تدفن في النار، ويتم تناولها مع زيت الزيتون والدقة التي تصنع من الأعشاب الطبيعية التي تنمو بالمدينة، وتناول الشاي والقهوة بالتجمع مع الكبير والصغير من أهل التجمعات البدوية.
أكلة الفراشيح
واستطرد “رمضان”، أن وجبة الغداء عبارة عن “الفراشيح” الذي يعد بديلًا للخبز، وهو عبارة عن دقيق وملح وماء، ويجري طهيه على صاج من الحديد يوضع تحته حطب أشجار السيال.
شوربة الجريشة
وأشار “رمضان”، إلى أن من الاطباق التي تتواجد على مائدة الغذاء، هي شوربة “الجريشة” التي تصنع من القمح المجروش على الرحايا، بجانب اللحوم التي توضع فوق الأرز المطهي بشوربة اللحم ويوضع عليهم الفراشيح التي تقدم ساخنة، وعقب تناول الغداء، يلتف الجميع حول “الراكية” لتناول الشاي والقهوة من البن الأخضر الذي يجري بتحميصه وطحنه يدويًا.