من رحلة النضال إلى قمة الإبداع: قصة كلثوم عودة
كلثوم عودة، في عام 1947، أطلقت مجلة الهلال المصرية تحديًا أدبيًا بعنوان “مسارات السعادة”، حيث دعت الأقلام العربية للكشف عن رؤيتهم لحياة ملؤها الرضا. ومن بين لجنة التحكيم البارزة التي ضمت أسماءً كمصطفى عبد الرازق وخليل مطران وسلامة موسى، برزت امرأة استثنائية لتفوز بالجائزة الكبرى. هذه المرأة لم تكن سوى كلثوم نصر عودة، الابنة البارة لمدينة الناصرة، التي عُرفت في فلسطين بتفوقها الأكاديمي في “دار المعلمات الروسية في بيت جالا” وبراعتها في فن الترجمة والأدب.
قصة كلثوم عودة
عندما كشفت “الهلال” عن فوز كلثوم، تناقل الناس لأول مرة تفاصيل حياة هذه الشخصية الفذة التي أظهرت أن السعادة لا تقاس بالمعايير الذاتية وحسب، بل بالتفاعل الإنساني العميق. وفي كلماتها الخاصة، تحدثت عن تجاربها قائلة:
“لقد عانيت من الرفض والتمييز بسبب لون بشرتي، ولكني لم أستسلم لليأس. وعلى الرغم من معارضة والدتي، أصررت على التعلم والتعليم. هربت من المنزل لأتزوج من طبيب روسي، وهو قرار لم يتقبله والداي إلا بعد سنوات. وبعد وفاة زوجي، وجدت نفسي وحيدة في بلاد غريبة مع ثلاث بنات صغيرات. ومع ذلك، وجدت السعادة في رعاية الجنود والفلاحين، وفي العمل الشاق لإعالة عائلتي.”
كلثوم عودة، التي أصبحت أول امرأة عربية تحمل لقب بروفسور في الاتحاد السوفياتي، كرمت بالميدالية الذهبية مرتين لشجاعتها خلال الحرب. وقد أثرت المكتبة العربية بمجموعة غنية من القصص القصيرة والترجمات الأدبية، مترجمةً الأعمال الروسية إلى العربية وبالعكس. وعلى الرغم من إنجازاتها العالمية، ظلت متجذرة في حبها لفلسطين، حيث عادت في عام 1928 لتسهم في تنمية الحركة النسائية.