مرأه بدوية

اللون يدل على الحالة الاجتماعية.. أنواع «الثوب المطرز» البدوي

أميرة جادو

تعتبر الخياطة والتطريز من أهم المهارات التي تتميز بها المرأة البدوية، حيث تقوم بخياطة وتطريز الملابس الثقيلة، وتهيئها للزواج لتأخذها معها إلى منزلها الجديد، وكانت كلما تنتهي من ثوب تبدأ في ثوب آخر، وهكذا حتى يصبح لديها من الثياب ما بين 15 إلى 20 ثوباً، وكلما تأخر زواجها يزداد عدد الثياب التي تطرزها وتعدّها لهذا الغرض، أما إذا داهمها الزواج المبكر فكثيراً ما تلجأ لقريباتها وصديقاتها لإعداد عدة ثياب أخرى على وجه السرعة.

تنتقي الفتاة ألوانها بعناية شديدة  وتختار العروق الوسعة والتي يبرز من بينها اللون الأحمر لون الفتوّة والشباب، وبعد الزواج تقلّ نسبة التطريز عند المرأة، بسبب انشغالها بزوجها وشؤونها الأسرية، وكذلك إذا أتى الإنجاب سريعاً فتنشغل في تربية الأطفال، ولكنها بين الحين والآخر تستغلّ شيئاً من الوقت لتطرز فيه ثياباً أخرى.

أنواع الثياب

يحدد جيل المرأة نوعية ثوبها من حيث كثافة التطريز، وسمك العروق والألوان ونوع القماش والخيوط، كما يلي:

الفتاة قبل الزواج: يكون عادة مطرزاً بالألوان الفاتحة، والتي يبرز من بينها اللون الأزرق وتكون عروقه رفيعة ولا كثافة في تطريزه، وهو يدلّ على حياء الفتاة وخجلها قبل زواجها.

المرأة المتزوجة: يتميز بكثافة التطريز وبروز اللون الأحمر بشكل لافت للأنظار، ويمكن أن يكون مطرزاً باللون الأحمر بالكامل، ويلاحظ فيه العروق العريضة، وكثافة التطريز على الذيل والقبة والحِجْر والأكمام.

المرأة المتقدمة في العمر: يتم تطريزه باللون الأزرق أو الأخضر وبعض الألوان الأخرى الخفيفة، وتكون عروقه أعرض من عروق ثوب البنت، وهو يدل على الحشمة والوقار التي تتميز بها المرأة الأم في مثل هذه السن.

ثوب البيت أو الشُّغل: يتميز بقلة التطريز والألوان ترتديه المرأة في المنزل أثناء قيامها بأعمالها اليومية، لهذا لا تحتاج إلى الأقمشة والتطريز الثقيل، حيث قد يتعرض لبعض الأوساخ من الأعمال المنزلية المختلفة.

ثوب الدَسّ: هو ثوب مليء بالنقوش والتطريز، تطرز المرأة عروقه وقبَّتِه وأجزائه الأخرى بمهارة ودقة. ويستغرق تطريزه وتركيبه وقتاً طويلاً قد يصل عدة أشهر، وهي ترتديه عندما تكون على سفر. أو في المناسبات المختلفة كحفلات الأعراس والختان وغيرها. وغالباً ما يكون اللون الأحمر بارزاً في هذا الثوب.. وكلمة دَسَّ يدسّ بمعنى خبّأ وأخفى، أي أن هذا الثوب يكون مخَبَّأً ولا يُلبس إلاّ في المناسبات كما ذكرنا.

ثوب الطَّلْس: وهو ثوب ثقيل، يكاد يكون مطرزاً بالكامل باللون الأحمر. ذو عروق عريضة، يطرز حجره بتطريز كثيف، وكذلك ذيله وأكمامه. وترتديه المرأة في الأفراح والمناسبات، وسمى بهذا الاسم من كلمة طلس يطلس طلساً فهو مطلوس.. والمطلوس هو المليء بالشيء من أوله إلى آخره.. يقال “مطلوس طَلْس” أي مليء كله بالشيء المذكور من خياطة وتطريز أو غيره.

ثوب الحِداد: يتميز بالتطريز الخفيف يكون تطريزه باللون الأخضر أو الأزرق فقط ولا ألوان أخرى فيه. ترتديه المرأة في أيام الحداد على المتوفين من أقاربها. وكانت فترة الحِداد تدوم إلى انقضاء العيدين عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك. وعلى المرأة أن تلبس هذا الثوب طيلة فترة الحِداد. وقد تطول هذه الفترة أو تقصر بحسب قرب وفاة المتوفى من العيدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى