بنت الوطن: رحلة ؤفي الدفاع عن حقوق المرأة الليبية
خديجة محمد عبد الله الجهمي، المعروفة بلقب “بنت الوطن”، كانت أديبة وإذاعية ليبية ورائدة في الدفاع عن حقوق المرأة في ليبيا. نالت العديد من الأوسمة، منها جائزة الفاتح التقديرية للفنون والآداب عام 1995، ووسام الفاتح.
دفاع مبكر عن حقوق المرأة:
خديجة الجهمي كانت من أولى المدافعات عن حقوق المرأة منذ فترة الاستعمار الإيطالي. أصدرت وأشرفت على مجلة المرأة (مجلة البيت لاحقاً) في يناير 1964، وتولت رئاسة تحريرها عام 1965. أسست أول مجلة للأطفال في ليبيا، مجلة الأمل، وترأست تحريرها، وساهمت في تأسيس الاتحاد النسائي الليبي، وتولت رئاسته عام 1972.
نشأة وتحديات مبكرة:
ولدت خديجة في بنغازي في 15 مارس 1921. كان والدها الشاعر محمد عبد الله الجهمي يعمل في مطبعة تحت الإدارة الإيطالية. في صغرها، كتبت رسالة جريئة بالفاشية الإيطالية لبينيتو موسيليني، تندد بالاحتلال الإيطالي، مما أدى لاستجواب والدها.
التعليم والعمل:
التحقت خديجة بالمدرسة بفضل إصرار والدها، وتعلمت في مدرسة تحت الإدارة الإيطالية. توقفت عن الدراسة لفترة بسبب العمل، ولكنها استكملتها وحصلت على الشهادة الابتدائية. عملت كممرضة متطوعة أثناء الحرب العالمية الثانية. انتقلت الأسرة بين مناطق مختلفة، والتحقت خديجة بمدرسة الأميرة في بنغازي عام 1947. بعد دراستها الإعدادية والثانوية في مصر، تخرجت عام 1956.
مسيرة إعلامية متميزة:
عادت خديجة إلى بنغازي لتصبح مذيعة في إذاعة بنغازي، بفضل مبادرة من حميدة العنيزي، مما جعلها ثاني مذيعة ليبية وأول مذيعة تقرأ نشرات الأخبار. انتقلت لاحقًا إلى طرابلس واستمرت في عملها الصحفي، كما أوفدت إلى تونس لتلقي دورة تدريبية والتقت بالرئيس التونسي الحبيب بورقيبة.
إسهامات في الأدب والإعلام:
قدمت خديجة العديد من التمثيليات الإذاعية وأعدت وقدمت عشرات البرامج، منها “صور من الماضي”، “سل طبيبك”، “اسهر معانا”، و”ركن الأطفال”. كما ألَّفت العديد من القصص والقصائد الشعبية، وتغنى بكلماتها العديد من المغنين الليبيين.
وفاتها وإرثها:
توفيت خديجة الجهمي في 11 أغسطس 1996 ودُفنت في بنغازي. أُطلق اسمها على عدة مؤسسات ليبية، من مدارس ومكتبات، بينها مكتبة النساء في طرابلس، تخليداً لذكراها وإسهاماتها الرائدة.
