مرأه بدوية

فاطمة الزهراء: قلب النبي ونور بيته

كانت السيدة فاطمة الزهراء، ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، محط حب واهتمام والدها. روت عن النبي الكثير من الأحاديث، ونقل عنها ابنها الحسين، وعائشة، وأم سلمة، وأنس بن مالك، وغيرهم. ظهرت رواياتها في الكتب الستة. كانت تتميز بالصبر والتدين والتقوى، وحظيت بمكانة خاصة عند النبي الذي كان يكرمها ويسرّ إليها.

من هي فاطمة الزهراء

ذات يوم، غضب النبي صلى الله عليه وسلم عندما علم أن علي بن أبي طالب يفكر في خطبة ابنة أبي جهل. فقال: “والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله، فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها”. احترم علي رغبة النبي، ولم يتزوج على فاطمة في حياتها، وعندما توفيت، تزوج وتسرى.

عندما انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، حزن قلب فاطمة الزهراء وبكته بمرارة، قائلة: “يا أبتاه! إلى جبريل ننعاه! يا أبتاه! أجاب ربا دعاه! يا أبتاه! جنة الفردوس مأواه!”. وبعد دفنه، قالت لأنس: “كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله!” أخبرها النبي في مرضه الأخير بأنه سيُقبض، فبكت، لكنه بشرها بأنها ستكون أول من يلحق به، وأنها سيدة نساء الأمة، فضحكت.

عاشت السيدة فاطمة بعد النبي بخمسة أشهر تقريبًا، وتوفيت وهي في ريعان شبابها، ما بين الخامسة والعشرين والتاسعة والعشرين من عمرها، على الأرجح. وقد انقطع نسل النبي إلا من خلالها، إذ إن أمامة بنت زينب تزوجت علي بن أبي طالب، وأنجبت منه.

قبل وفاتها، أوصت السيدة فاطمة الزهراء أن تُدفن ليلاً وأن يُخفى قبرها. وتم تنفيذ وصيتها من قبل أسماء بنت عميس التي صنعت لها نعشًا خاصًا، يحفظ حياءها، فكانت بذلك أول من يُحمل في نعش من النساء.

كان النبي يمر ببيت فاطمة لمدة ستة أشهر قبل صلاة الفجر ويقول: “الصلاة يا أهل بيت محمد، {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}”. هذه هي فاطمة الزهراء، رمز الطهر والعفة، التي كانت بحق قلب النبي ونور بيته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى