مبادرة الخديوي إسماعيل: رحلة البحث عن حلول لأزمة الديون وتعزيز استقرار البلاد
مرت 148 سنة على تأسيس صندوق الدين في مصر، والذي جاء نتيجة لعجز الخديوي إسماعيل عن سداد ديون بلاده للبنوك الأوروبية في عام 1876، مما أدى إلى تدخل عدة دول أجنبية في الشؤون الداخلية لمصر. وفي نهاية المطاف إلى الاحتلال الإنجليزي.
في الثاني من مايو عام 1876، أسست لجنة دولية بمرسوم من الخديوي إسماعيل لإشراف على سداد ديون الحكومة المصرية للحكومات الأوروبية.وكان الصندوق يتألف من أمين وثلاثة مفوضين يمثلون حكومات النمسا-المجر، فرنسا، وإيطاليا.
في ظل تدهور الحالة المالية واستمرار تراكم الديون، اضطرت الحكومة إلى طرح سندات بقيمة خمسة ملايين جنيه في عام 1874. وعلى الرغم من رفض الأهالي للاكتتاب فيها. إلا أن الحكومة أجبرتهم على ذلك، مما أدى إلى زيادة الديون وفقدان استقلالية مصر المالية.
بمرور الوقت، ومع تزايد تأثير أصحاب الديون، اضطر الخديوي إسماعيل إلى طلب مساعدة بريطانيا. التي أرسلت بعثة مالية لتقييم الوضع المالي. وفي محاولة للاسترضاء على الدائنين. أصدر الخديوي إسماعيل مرسومًا في الثاني من مايو 1875 بإنشاء صندوق الدين، الذي يتألف من أعضاء من بريطانيا، فرنسا، النمسا، وإيطاليا.
وفي هذا التقرير، سنعرض تأثير صندوق الدين على مصر وتاريخه الحافل، بالإضافة إلى العوامل التي أدت إلى إنشائه وتطوره عبر السنوات. سنستكشف الأثر الاقتصادي والسياسي لهذا الصندوق على الحكومة المصرية وشعبها. وكيف أثر على العلاقات الخارجية والتدخل الأجنبي في شؤون البلاد. ولذلك سنناقش أيضًا تأثير إلغاء الصندوق وكيفية تطور الوضع المالي والديون الخارجية لمصر بعد ذلك.
ما هو صندوق الدين بمصر؟
صُنِعَ صندوق الدين في مصر عام 1876 بمرسوم من الخديوي إسماعيل،ولذلك بهدف إدارة وسداد الديون التي كانت متراكمة للحكومة المصرية تجاه الحكومات الأوروبية. في البداية، تم تشكيل الصندوق برئاسة أمين وثلاثة مفوضين يمثلون حكومات النمسا-المجر، فرنسا، وإيطاليا.
ما سبب إنشاء الصندوق؟
نتيجة للحالة المالية الصعبة التي كانت تواجهها مصر في عهد الخديوي إسماعيل. ومع عجز الحكومة عن سداد ديونها، فشعر الخديوي بضرورة استيفاء هذه الديون لتهدئة الغضب الأوروبي وضمان استقرار البلاد. ولذلك طلب من وكلاء الدائنين تقديم مقترحاتهم. حيث اقترح الوكلاء الفرنسيون إنشاء صندوق الدين لتوحيد الديون وتسهيل عملية سدادها.
كيف أثر الصندوق في زيادة التدخل الأجنبي في شؤون البلاد؟
أسهم صندوق الدين في تعزيز التدخل الأجنبي في شؤون مصر وسيطرة الدول الأوروبية عليها، إذ كان يمثل هيئة رسمية أوروبية تمارس سلطة واسعة على الحكومة المصرية.مما أدى إلى تقليص سلطتها واستقلاليتها في الشؤون المالية والإدارية.
ما هو أثر الصندوق في زيادة الديون على مصر؟
أصدر الخديوي إسماعيل مرسومًا ثانيًا في مايو 1876 يحول جميع الديون المتنوعة إلى دين واحد بقيمة 91 مليون جنيه إنجليزي بفائدة 7%. مما أدى إلى زيادة الديون على مصر وتعقيد الأوضاع المالية.
متى تم إلغاء الصندوق؟
تم إلغاء صندوق الدين بمصر باتفاقية ثنائية بين الحكومتين البريطانية والمصرية في يوليو 1940. وذلك في إطار جهود تحسين العلاقات خلال الحرب العالمية الثانية.