مدونة على جدران معبد الكرنك.. تفاصيل معركة سيتي الأول مع مملكة خيتا
أسماء صبحي
لقد بدأ سيتي الأول يعد نفسه لمواجهة عدو مصر التقليدي “مملكة خيتا” في آسيا الصغري. التي كانت تسعي دائما لتأليب الولايات الخاضعة لمصر عليها. بل وكانت أيضا تدعمها للانسلاخ من الامبراطورية المصرية.
وقد جرت المعركة بين مصر وخيتا في شمال قادش. ورغم أن أحد الطرفين لم يحرز نصراً حاسمًا في هذه المعركة التي سجلت أخبارها على معبد الكرنك. إلا أنها كانت كافية لكي تستشعر خيتا قوة مصر وملكها. وفي هذه المعركة استطاع سيتي الأول أن يصل إلى نهر العاصي وربما حدثت مواجهة بينه وبين الحيثيين. وعلى كل حال فقد استمر في تقدمه شمالاً حتى حدثت المواجهة المباشرة بين الحيثيين والمصريين. ويذكر أن “فوكنر” عثر على لوحة من بيسان تسجل وصول جيش سيتي إلي مدينة حماة.
وصف معركة سيتي الأول ومملكة خيتا
أما عن وصف المعركة، فيذكر بأنه قد دارت رحى القتال بين الفريقين. ركب في اثنائها “سيتي الأول” عجلته الحربية وحارب أعداءه مع جيوشه حتى انتصر عليهم تماما. وتصور مجموعة المناظر الموجودة على الجدار الشمالي لصالة الأعمدة الكبرى لمعبد الكرنك من الخارج الاستيلاء على مدينة قادش.
المنظر الاول من جهة الغرب يصور هجوم الملك على مدينة قادش ولا يظهر الآن أي جزء من جسم الملك. ولكننا نرى العجلة الحربية الملكية، ويبدو أن الملك قد أطلق سهامًا كثيرة أصابت كتلة من الجنود الآسيويين التي تفر من أمامه صوب المدينة في أقصى يمين المنظر. وهم مسلحون بالأقواس والسهام والدروع المستطيلة وخوذات مخروطية الشكل.
أما في المستوى السفلي للجدار الشمالي نرى الملك سيتي الأول في أقصى يسار المنظر. وهو واقف في عجلته الحربية وقد شد قوسه ليطلق سهما نحو أعدائه الحيثيين الفارين من أمامه في شكل أشبه بشكل الهرم المدرج على عجلاته الحربية. وهذا المنظر هو المنظر الأول في هذا المستوي من جهة الغرب وتحيط برأس الملك المعبودات الثلاث (نخبت ، حورس ، خبري).
قوة المعركة
يظهر جزء مستطيل من رأسي جوادي الملك وكتف الملك مفقود. وخلف الملك يظهر حامل مروحته، وأمام الملك وفي حجم أكبر من حجم كافة الأعداء نرى زعيم الحيثيين. وقد أصابته سهام الملك في رأسه وكتفه وأوقعت به الحوافر الأمامية للجوادين كما أسقطت حامل درعه المستطيل. وسقط باقي أفراد الجيش الحيثي بين قتيل وجريح. ومن الملاحظ أن عدد العجلات الحربية الحيثية هو الأكبر بين كافة نقوش هذا الجدار، ربما كان دليلاً على شدة وطيس هذه المعركة. وأخيرا فإن هذا النقش يمثل أول ظهور للحيثيين في النقوش الحربية المصرية.