ما وراء الاحتفال: تاريخ وأصول عيد العمال
في اليوم الأول من شهر مايو من كل عام، نحتفل بعيد العمال. وهو الذكرى التي تكرمها عمال العالم منذ عام 1948. ورغم أن الكثيرون قد يعتقدون أن أصل هذا العيد يعود إلى فرنسا. إلا أنه في الواقع يعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية. حيث يعود تاريخه إلى 1 مايو 1884. كما أوضحت وزارة العمل والتوظيف الكامل والاندماج وفقاً لما ذكرته إذاعة “20 مينيت” الفرنسية.
نقابات العمال الأمريكية
في ذلك اليوم، طالبت نقابات العمال الأمريكية بتحقيق يوم عمل يستمر ثماني ساعات، وقد اختاروا الأول من مايو لتحقيق هذا الهدف، حيث يتزامن هذا التاريخ مع اليوم الأول من السنة المحاسبية للشركات. وفي 1 مايو 1886، نجح حوالي 200 ألف عامل أمريكي في تحقيق يوم عمل ثماني ساعات. لكن الآخرين لم يحققوا ذلك. مما أدى إلى اندلاع احتجاجات واشتباكات عنيفة في شيكاغو.حيث قتل ثلاثة عمال في 3 مايو وألقيت قنبلة في اليوم التالي على الشرطة مما أسفر عن مقتل 15 شخصاً.
احتجاج سنوي
بعد هذه الأحداث، انتشرت فكرة إقامة يوم احتجاج سنوي أيضًا في أوروبا. وتم تأكيدها في مؤتمر الأممية الاشتراكية الثاني في عام 1889 في باريس. وفي فرنسا، بدأ العمال في الاحتجاج في الأول من مايو 1890 من أجل يوم عمل ثماني ساعات. وقد رمزوا لذلك بارتداء مثلث أحمر في العروة. تشابهاً مع ما حدث في الولايات المتحدة. تلك الاحتجاجات شهدت أعمال عنف، وتكررت في السنوات التالية مثل مايو 1891 في مدينة “لونور” ومايو 1906 في باريس، مما أدى في النهاية إلى تأسيس وزارة العمل الفرنسية.
خلال فترة الاحتلال البريطاني لفرنسا. حاولت حكومة فيشي استعادة يوم 1 مايو وتحويله إلى “يوم العمل والوفاق الاجتماعي”. وفي عام 1942 أصبح يوم عطلة رسمية بدون خصمه الراتب. بعد تحرير فرنسا. اعترفت الحكومة رسميًا بعيد العمال في 26 أبريل 1946. وأصبح يوم عطلة رسمية في عام 1948.
يتم الاحتفال بعيد العمال في جميع أنحاء العالم، ويُعتبر يوم عطلة رسمية في جميع دول أوروبا الغربية، باستثناء سويسرا وهولندا.