جمهورية زفتى.. قصة مدينة وبطل في عصر الاحتلال الإنجليزي
أسماء صبحي
بعد القبض على سعد زغلول ورفاقه، قرر أهالى مدينة زفتى القريبة من المنصورة لفت أنظار العالم إلى مطالب سعد زغلول. فاجتمعوا على رأى إعلان مدينة زفتى إمبراطورية مستقلة في 18 مارس 1919.
لم يكن المقصود الإستقلال عن مصر ولكن الإستقلال عن الحماية الإنجليزية على مصر. فقام الأهالي بجمع التبرعات من الأعيان لتسيير أمور جمهوريتهم. هذا بخلاف جمعهم تبرعات لتمويل الوفد.
جمهورية زفتى
واتفق الأهالى على تنصيب الناشط السياسي يوسف الجندي. إبن الــ 26 عامًا رئيسًا للجمهورية وأخوه عوض الجندى مساعداً له.
كان يوسف الجندي طالبا في مدرسة الحقوق، وتم فصله بسبب انتمائه لشباب سعد زغلول. وتواجده المستمر في جروبي وعلى منبر الأزهر وفي ساحة بيت الأمة يلقى خطب نارية ضد الاحتلال.
قرر “سبع الليل” قاطع الطريق إعلان توبته وتولى هو ورجاله مسؤولية حماية حدود المدينة والقبض على الجواسيس. كما انضم إليهم مأمور المركز “إسماعيل حمد” ومعاون البوليس “أحمد جمعة”. واتخذوا من مقهى مستوكلى المملوكة لأحد اليونان مقرًا للرئاسة.
المأمور إسماعيل حمد
لعب ذكاء المأمور إسماعيل حمد دورًا هاماً في مساعدة الجمهوريه، وساعد الجمهورية مرتين. الأولى عندما كان يراقب البريد الصادر والوارد فاكتشف وجود عدد من الجواسيس تم القبض عليهم. والثانية عندما أرسل الإنجليز كتيبة من الأستراليين لإخضاع أهالي زفتى. فذهب إليهم المأمور للتفاوض على حدود المدينة. واستطاع أن يقنعهم أن المصريين والأستراليين في خندق واحد وأن عدوهم مشترك وهو الإنجليز. فـعسكر الأستراليين على مداخل المدينة ورفضوا قصفها بالمدافع.
ووصل التفاوض بينهم إلى اتفاق أن يتسلم الأستراليون 20 ثورياً ويتم جلدهم بالمدينة. فى مقابل أن تغادر الكتيبة المدينة، لتظهر عبقرية إسماعيل حمد حين سلم الجواسيس للأستراليين. وادعى أنهم الثوار، فتم جلد الجواسيس على يد أسيادهم.
هرب يوسف الجندي من زفتى بعد إعلان مكافئه كبيرة لمن يرشد عنه. وتوجه لبيت الأمة فساعدته أم المصريين “صفية زغلول” على الاختباء حتى هدأت الأمور.
وبعد ذلك أصبح يوسف الجندي من أكبر رجال السياسة والبرلمان المصري. ثم عمل نائبًا لزعيم المعارضة في مجلس الشيوخ.