السودان.. باخرة الخديوي إسماعيل وبداية السياحة في مصر
أسماء صبحي
تعد الباخرة “السودان” من أقدم البواخر السياحية فوق نهر النيل. فهذه السفينة الخشبية ذات عجلات الدفع الدوارة التي يزيد عمرها على مائة سنة. كانت موقع تصوير الفيلم البوليسي الشهير “الموت على النيل”. الذي قام ببطولته بيتر أوستينوف وميا فارو وجين بيركين وبيتي ديفيز وديفيد نيفن وأنجيلا لانسبيري.
قد لا يعلم الكثيرون أن الخديوي إسماعيل إبان حفل افتتاح قناة السويس أمر أيضًا ببناء باخره نيلية. لزياره معالم مصر الفرعونيه في صعيد مصر وما بين الأقصر وأسوان. وذلك برفقة الإمبراطورة أوجينى التي بني لها أيضا قصر الجزيرة (فندق الماريوت حاليا). وقصر هضبة الأهرام (فندق مينا هاوس حاليا).
الباخرة السودان
تقول علياء داود، الخبيرة في التراث، أن الباخره السودان والسياحة في مصر بدأت مباشرة بغد خروج الإمبراطورة والخديوي من الباخرة للعوده إلى القاهرة.
وأضافت داود، تن أحد المدعويين إلى حفل افتتاح قناة السويس، وهو السير توماس كوك، رائد السياحة في العالم في ذلك الوقت. طلب استئجار الباخرة الخديوية “إس إس سودان” له ومن معه وأصدقائه للإبحار بها. في برنامج مشابه لبرنامج الخديوي والإمبراطورة في قلب مصر الفرعونيه.
وأوضحت داود، أن الرحلة كانت ممتعه لدرجة أنه بعد انتهاء الرحلة. ورجوع السير توماس كوك إلى انجلترا استغل هذا الحدث. افتتاح القناة ومظاهر الأبهة في مصر وبجانب صور الأهرامات وأبو الهول. وضع برنامج سياحي إلى مصر هو الأول من نوعه.
السياحة في مصر
وتابعت الخبيرة في التراث: “كان وقتها أيضا وبفضل الخديوي إسماعيل. حدث افتتاح أجمل أوبرا غنائي في العالم. دار الأوبرا الخديوية في ميدان حديقة أوزبك باشا (الأزبكية). والتي كانت صورة من حديقة فرساي بل وأجمل، وهو الحدث الذي كان له صدى آخر لعشاق الفن في العالم.
وأشارت إلى أنه بدأ تنظيم الرحلات السياحية من انجلترا ثم من فرنسا ثم الإمبراطورية النمساويه ثم ألمانيا. وكان زبائن السير توماس كوك لبرنامج زيارة مصر من عظام القوم وأغناهم وأعلاهم مرتبة. حتي أن زيارة مصر بعد سنوات قليله من الحدث اصبحت موضه السفر في أوروبا.
أما الفنادق في القاهره كانت تقتصر علي فندق الكوننتال أمام دار الأوبرا. ويطل مباشرة على حديقة الأزبكية، وكان من أفخم فنادق العالم آنذاك. وبعده وفي قلب القاهرة الخديوية فندق شبرد، ولم يكن يقل عنه فخامة. واحترق الاثنان في حريق القاهره بداية سنة 1952. وبعدهم بعشرين عامًا احترقت الأوبرا الخديوية، وفي الحريقين لايزال الفاعل مجهول.