تحليل الخبراء الأميركيين: الضربة الإسرائيلية تعتبر رمزية في الصراع مع إيران
كتبت: رانيا سمير
اتخذت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن موقفًا حذرًا ومتحفظًا تجاه الضربة الإسرائيلية بالأخص الانفجارات الحاصلة بالقرب من قاعدة جوية عسكرية كبيرة بالقرب من أصفهان. على الرغم من ذلك، لم تصدر البيت الأبيض مواقف مؤيدة أو معارضة. تأكدت المعلومات من أن إسرائيل قدمت إخطارًا للإدارة الأميركية قبل تنفيذ العملية بوقت قصير.
وأكد مسؤول أميركي بارز أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بنيتها للانتقام من إيران في الأيام القادمة. وأشار البيت الأبيض إلى أن التصعيد مع إيران لن يخدم المصالح الأميركية أو الإسرائيلية. محثا إسرائيل على التحلي بالحذر في رد فعلها. في النهاية. أكدت الإدارة الأميركية أن القرار بشأن الرد هو قرار إسرائيلي منفرد.
تصف الضربة الإسرائيلية “المحدودة” التي استهدفت مواقع في أصفهان بالقرب من المنشآت النووية والقاعدة الجوية ومصنع للطائرات بأنها تهدف إلى تجنب دورة تصعيدية نحو الحرب. وتستجيب أيضًا للمخاوف الأميركية بشأن المواقع النووية الإيرانية. ويعتقد أن الرد الإسرائيلي يرسل رسالة إلى طهران ويسمح للنظام الإيراني بتصويره على أن الهجوم الإسرائيلي لم يلحق أضرارًا.
تحليل التصعيد
تشير التحليلات إلى تغيير في قواعد الاشتباك بين إسرائيل وإيران، حيث خرجت الضربات الإسرائيلية من عمق أراضيها إلى عمق أراضي الدولة الأخرى. ومع ذلك. فإن إسرائيل استجابت لتحذيرات من دول العالم بعدم تصعيد الرد بشكل كبير. واستهدفت الضربة في أصفهان بالقرب من المنشآت النووية لإرسال رسالة إلى إيران.
أشار ليون بانيتا، وزير الدفاع الأميركي السابق. إلى تحديد مسارين محتملين للتطورات. حيث يعتبر التحالف الإسرائيلي مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية والقوى الإقليمية الطريق الأفضل لإسرائيل. مع التركيز على إنهاء الحرب في غزة والقضايا الإنسانية الرهيبة.
أشارت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن المسار الثاني يثير القلق من الحسابات الخاطئة ومحاولات إثارة الصراعات. وتساءلت عما إذا كانت القيادة الإيرانية ترغب في الحفاظ على فترة من التوازن أم ستستمر في إثارة الاضطرابات.
وفي سياق متصل، أكد الجنرال مارك كيميت، المساعد السابق لوزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، لشبكة “سي إن إن” أن إسرائيل تمكنت من اختراق الدفاعات الجوية الإيرانية دون أن يتنبه أحد. ونفذت ضربة في منطقة قريبة من المنشآت النووية الإيرانية. هذه الضربة تحمل رسالة واضحة بأن إيران ستكون في خسارة كبيرة في حال استمرارها في التصعيد.
وأشار الجنرال كيميت إلى أن الضربة الإسرائيلية لمنطقة عسكرية تحتوي على منظومة دفاع جوي إيرانية من طراز “إس 400”. ونجحت في اختراقها. وهو ما يمكن أن يوجه رسالة أيضًا إلى الروس. وهذا الحدث يدفع الجميع إلى التراجع والتفكير مجددًا في الوضع.
ومن جهته، اعتبر دنيس روس، المسؤول الأميركي السابق عن الصراع في الشرق الأوسط، أن إسرائيل نفذت ضربة محدودة لتوجيه رسالة بأنها سترد. لكنها بشكل محدود. وأضاف أن إيران تحاول منع إسرائيل من توجيه ضربة أكبر. وهو ما يوضح أن الوضع يتطلب تهدئة الأوضاع والتفاوض.
ومن جهة أخرى، انتقد جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق. إدارة بايدن وشن حملة لدعم إسرائيل، معتبرًا أنها تعرضت لهجوم مستمر من إيران ووكلائها الإرهابيين.