حدائق قصر أنطونيادس: تجربة فريدة من التراث والجمال الطبيعي في الإسكندرية
يقع قصر أنطونيادس في مدينة الإسكندرية بشمال مصر، ويعتبر من أهم المعالم التاريخية في المنطقة، حيث يحمل تاريخاً غنياً يعود للعصور العثمانية والخديوية. تم بناء القصر في عهد محمد علي باشا. وفي عام 1860، أمر الخديوي إسماعيل بإنشاء حدائق مثل تلك في قصر فرساي بباريس. وقد زادت مساحة الحدائق تدريجياً منذ ذلك الحين حتى وصلت إلى حجم كبير، وأضيفت إليها العديد من النباتات النادرة.
تم شراء القصر والحدائق في عام 1860 من قبل البارون اليوناني جون أنطونيادس. الذي سميت الحدائق باسمه لاحقاً. وظل البارون أنطونيادس يقيم في القصر حتى وفاته في عام 1895. ثم ورثه ابنه أنطوني الذي أهدى القصر والحدائق إلى بلدية الإسكندرية في عام 1918.
شهد القصر العديد من الأحداث التاريخية، بما في ذلك استضافته لعدد من ملوك ورؤساء الدول خلال زياراتهم إلى الإسكندرية. كما أقام فيه الزوجان الملكيان فؤاد الأول وفوزية “امبراطورة إيران” وشاه إيران محمد رضا بهلوي.
تم استخدام القصر كمكان للاجتماعات التحضيرية لإنشاء جامعة الدول العربية في عام 1944. كما وقعت فيه معاهدة الانسحاب البريطانية المصرية في عام 1936.
الفترة البطلمية
أما الحدائق، فقد يعود تاريخها إلى الفترة البطلمية في مصر، وهي من أقدم الحدائق في الإسكندرية وربما في العالم. تحتوي الحدائق على مجموعة من التماثيل الرخامية النادرة والمميزة، بالإضافة إلى تصميمات متنوعة تمثل طرزاً عربية ويونانية وإيطالية وفرنسية.
تحافظ الحدائق، بمساحتها الشاسعة التي تبلغ حوالي 45 فدانًا، على جمالها وتاريخها، وتعد وجهة سياحية رائعة تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بجمالها الطبيعي والثقافي.
تضم حديقة المشاهير مجموعة من التماثيل الشهيرة لشخصيات تاريخية مثل فاسكو دي غاما، كريستوفر كولومبس، وماجلان. هذه التماثيل تعكس أهمية الرحلات والاستكشاف في تاريخ الإنسانية.
توفر حديقة النزهة مساحة مثالية للاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة. بينما يوفر مسرح أنطونيادس منصة للعروض الفنية والثقافية المتنوعة التي تثري حياة المجتمع المحلي.
حديقة الورد
تم تصميم حديقة الورد بأناقة وذوق عالٍ من قبل المهندس الفرنسي ديشون. تتميز الحديقة بنافورة مياه مزينة بتمثال رخامي. وتضم مجموعة متنوعة من الورود والأزهار النادرة التي تضفي جمالاً خاصاً على المكان.
تمتاز حدائق قصر أنطونيادس بتطوير ملحوظ في العهد الحديث، حيث كانت تحت إدارة المهندس سعيد صبره. وتم استخدام المسرح لاستضافة العديد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية، مما جعلها مركزاً حيوياً في حياة الإسكندرية.
وفي إطار جهود تطوير المدينة وتعزيز الثقافة، قامت محافظة الإسكندرية بتحويل ملكية حديقة أنطونيادس إلى مكتبة الإسكندرية، بهدف جعلها مركزاً ثقافياً عالمياً يخدم دول حوض البحر المتوسط ويعزز التواصل بين الثقافات والحضارات.
تظل حدائق قصر أنطونيادس، بما في ذلك حديقة الورد النباتية العالمية، تابعة لوزارة الزراعة وتحت إشراف معهد بحوث البساتين، مما يضمن الاستمرارية في العناية والتطوير لهذه الأماكن الجميلة والثقافية.