أصداء العصور: رحلة عبر مدافن الجزائر التاريخية
مدافن الجزائر، في أرجاء الجزائر، تنتشر مدافن تاريخية تعكس روعة وعظمة الماضي. على سبيل المثال، بقمة جبل مسيد في العاصمة الجزائر، تقبع مدافن تعرف بـ “نصب الأموات”، وهي شاهدة على الفخامة التي كان يعامل بها الأموات. وقد تم العثور على مقابر أخرى تحت “كهف الدببة” وفي منطقة “بكيرة”. بالإضافة إلى مواقع أخرى في “الخروب” مثل “خلوة سيدي بو حجر” و”قشقاش” و”كاف تاسنغة” ببنوارة. جميعها تعود إلى العصور الغابرة وتمتد عبر أنحاء الجمهورية الجزائرية.
مدافن الجزائر
مقبرة بونوارة الميغاليتية، الواقعة على مسافة 32 كيلومترًا من قسنطينة،. كما تستقر على المنحدرات الجنوبية الغربية لجبل مزالة الكلسي، شمال قرية بونوارة. كما تتألف هذه المقابر من صخور كلسية متماسكة تنتمي للعصر الحجري القديم. ولكن الزمن لم يرحم الكثير منها، إذ تعرضت للتلف والزوال.
تتميز هذه المعالم التاريخية بتصميمها الذي يشبه المنضدة، مكونة من أربعة أعمدة صخرية تحمل طاولة. مشكلةً بذلك غرفة ذات شكل مثلثي. وغالبًا ما تحاط هذه الدولمانات بدائرة من الأحجار. وأحيانًا بأكثر من دائرة. كان السكان القدماء يستخدمون هذه الطريقة المحكمة لدفن موتاهم، ويعتقد أن هذه العادة استمرت حتى القرن الثالث قبل الميلاد.
كهف الدببة، الذي يمتد لـ60 مترًا، يقع في الجهة الشمالية لقسنطينة. بينما يقع كهف الأروي بالقرب منه ويبلغ طوله ستة أمتار. كما يعد كلا الكهفين مواقع للعثور على صناعات أثرية تعود للعصور السحيقة.
ضريح ماسينيسا، الواقع في منطقة الخروب على بعد 16 كيلومترًا جنوب شرق قسنطينة، هو برج مربع الشكل مبني على طراز المدرجات بثلاثة صفوف من الأحجار المنحوتة على النمط الإغريقي-البونيقي. كما ينسب هذا الضريح إلى ماسينيسا، الذي حكم المنطقة لستين عامًا وأسس الدولة النوميدية، محدثًا تطورًا في العمران والزراعة وقوة الجيش.
التصميم
ضريح لوليوس، الواقع في جبل شواية بمنطقة “الهري”، شمال غرب قسنطينة بالقرب من “تيدس”، يتمتع بتصميم أسطواني وبني من الأحجار المنحوتة. أقامه لوليوس إبريكيس، حاكم روما في ذلك الوقت، تكريمًا لعائلته.
مدافن تيديس، التي تقع على بعد 30 كيلومترًا شمال غرب قسنطينة، تختبئ في جبل مهجور. كانت تعرف قديمًا بأسماء مثل “قسنطينة العتيقة” و”رأس الدار”، وكذلك “مدينة الأقداس” لكثرة الكهوف التي كان يُعبد فيها. كما يعتقد أن اسمها الحالي “تيديس” هو اسم نوميدي محلي، بينما أطلق عليها الرومان اسم “كاستيلي رسبيبليكا”، والذي يعني “المكان المحصن” و”التمتع بتنظيمات بلدية”. كانت تيديس تعمل كقلعة متقدمة لحماية مدينة سيرتا من الغزوات الأجنبية.
تشهد آثار تيديس على الحضارات المتعاقبة، من العصور البونيقية والرومانية والبيزنطية إلى الإسلامية. وتظهر آثار العصر البونيقي في القبور المسماة “دولمن”، والتي تعني “المناضد الصخرية”، وكذلك في المقابر القديمة التي تقع على المنحدر الشمالي والمباني الأثرية الدائرية المرتبطة بالدفن الجماعي والمعروفة باسم “بازناس”.