أم المحسنين: سيرة الأميرة أمينة هانم وتراثها الخيري والتعليمي في مصر

قصر الأميرة أمينة هانم، المعروف أيضًا بفندق توفيق بالاس أو قصر الخديوي توفيق، يعتبر حاليًا المدرسة الثانوية التجارية للبنات، ويعرف بين الناس عادة باسم “ساريا أمينة هانم”. هذا القصر الفخم تأسس 1886م على يد الملكة الأميرة أمينة إلهامي، زوجة الخديوي توفيق. بعد حريق قصر عابدين في عام 1891م. استقر الخديوي توفيق في هذا القصر بالكامل حتى اكتمال ترميم قصر عابدين ليصبح المقر الرسمي لحكم مصر.

أم المحسنين، الأميرة أمينة هانم، كانت ابنة الهامي باشا وزوجة الخديوي توفيق، ولم تتزوج غيره حتى وفاته. في عمر الخامسة عشرة تزوجت وأنجبت الأمير عباس حلمي الثاني والأمير محمد علي توفيق والأميرة خديجة، التي كان لها قصر في حلوان.

البعثات الدراسية

تفرغت أمينة هانم للعمل الخيري ورعاية المحتاجين والمرضى، فأُلقبت بـ “أم المحسنين”. وكانت سيدة التعليم الرائدة في مصر. أسست المدارس الإلهامية الصناعية الزخرفية عام 1911م لإحياء الفن الإسلامي وتدعم كل موهوب في هذا المجال. بنت مدارس إبتدائية وثانوية للبنين والبنات. ومدارس لتعليم التطريز الفرعوني والإسلامي.

أرسلت العديد من البعثات الدراسية على نفقتها الخاصة، وكان لها مصروف شخصي سنوي كبير، كما كانت تتبرع بجميعه للمدارس المصرية. توفيت في إسطنبول عام 1931م ودفنت بجوار زوجها في قبة أفندينا، حيث أعلن المصريون الحداد عليها لمدة 20 يومًا بحزن شديد.

كان الخديوي توفيق مولعًا بحلوان بشكل خاص، حيث لم يقتصر اهتمامه على بناء الفندق المجاور لقصر زوجته فقط، بل قام أيضًا بإنشاء فندق آخر لاستيعاب الزوار القادمين للاستشفاء في حلوان، بالإضافة إلى بناء كازينو حلوان لتسلية سكان المنطقة من الأجانب والمصريين.

كان الخديوي توفيق يزور حلوان مرتين في الشهر على الأقل. وفي كل يوم جمعة كان يرسل فرقة الموسيقى الخديوية لتقديم الحفلات الموسيقية في الحدائق وأمام الفنادق. بعد حريق قصر عابدين في عام 1891م. قام الخديوي توفيق بالإقامة الدائمة في ساريا أمينة هانم حتى اكتمال ترميم قصر عابدين.

وفي يناير من عام 1892م، وافت المنية الخديوي توفيق في سراي حلوان، وتم نقل جثمانه بواسطة القطار إلى قصر عابدين حيث دُفن في قبة العفيفي، المعروفة بقبة أفندينا.