نخل.. مدينة الخير
استراحة القوافل والحجاج.. زارتها شجر الدر ملكة مصر

نخل.. مدينة الخير
استراحة القوافل والحجاج.. زارتها شجر الدر ملكة مصر
سيناء – محمود الشوربجي
للتاريخ أثر عظيم وخاصة في العصور الاسلامية في نخل.. مدينة الخير. والتي اشتهرت بأهميتها التاريخية، حيث افتتح طريق الحج المصري في أواخر الدولة الأيوبية. وذكرت المصادر أن ملكة مصر (شجر الدر) قد عبرت من هذا الطريق حينما أرادت التعرف على الطريق المؤدي إلى بلاد الحجاز . وقد كان ازدهار مدينة نخل باعتبارها المحطة الرئيسية في تمويل وتزويد قافلة الحج بالمؤن وتوفير سبل الراحة والأمن لجميع القوافل.
وحظيت المدينة اهتماماً بالغاً في عهد السلطان المملوكي المعروف “قنصوه الغوري”. وبنى فيها قلعة عظيمة سميت بـ “قلعة نخل” على اسم المدينة نفسها وذلك عام 1516 ميلادية. قبل هزيمته على يد الأتراك العثمانيين ببضعة شهور.
والقلعة عبارة عن بناء مربع الشكل وبها خمسة أبراج وبنيت من الحجر المنحوت. ورممها السلطان مراد الثالث العثماني عام 1594 ونقش على بوابتها الرئيسية عبارة “مولانا السلطان مرادخان عز نصره”.
كما تتميز قلعة نخل بموقعها الاستراتيجي على المناطق المحيطة من كل الاتجاهات ، وكانت حامية معروفة لصد الهجمات وللمراقبة ايضاً. وهي الآن خرائب لايوجد بها الا بعض الأحجار والطوب التي بني منها القلعة! وتقع القلعة خلف المسجد الكبير بالمدينة نفسها بنحو 300 مترا ناحية الشرق.
نخل.. مدينة الخير
وفي موسم الحج قديماً كان يعقد بالمدينة سوق ضخم يباع فيه كافة أنواع الفواكه المحصودة من سيناء. وكانت تضم أفران لانتاج الخبز، ويتوسطها قلعة نخل التي تحوي آبار وبركا لحفظ المياه وأحواضا لشرب الدواب وخانا لمبيت الحجاج. علاوة على أبراجا دفاعية وحواصل لذخائر الحجاج ومسجدا وجميعها في مبنى واحد..
طريق الحج القديم
وللمدينة تاريخ عريق زادها شهرة وأهمية بدءا من القرن الثالث عشر وحتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي والسبب هو طريق الحج القديم الذي كان يتوافد عليه الآلاف من العابرين الحجاج والتجار مما جعل لها مكانة عريقة لتكون المركز الاداري لكل سيناء لتنال شرف عاصمة سيناء في ذلك الوقت.
وانتقلت بعد ذلك لمدينة العريش خاصة بعد هجر طريق الحج وتشييد مشروع سكك حديد مصر وفلسطين في عام 1916 ميلادية وهذه المنطقة المفتوحة تمثل الآن أيضا ملتقي الطرق بين العريش والسويس ونويبع. ويمر عبرها آلاف الحجاج والمعتمرين في رحلتهم البرية إلي سيناء نويبع لاستقلال العبارة للوصول إلى ميناء العقبة الأردني ومن ثم الوصول إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج والعمرة.
وفي الطريق بين نخل وراس النقب نقش على الصخر للسلطان الغوري صاحب اليد الشريفة في إعمار طريق الحج بسيناء والعقبة والحجاز. وتمثل آيات قرآنية ونصا عن إعمار طريق الحج ورنكا خاصا للسلطان الغوري ولأهميته الكبرى قام المجلس الأعلى للآثار بحمايته من خلال إنشاء سور حديدي حوله علي الطراز الإسلامي. حيث يتوقف عنده معظم الحجاج والمعتمرين أثناء السير في طريقهم لمكة المكرمة ويعتقدون أنه إحدى المقامات لولي من أولياء الله الصالحين. ولذلك ينزلون اليه ويقرأون اللوحة الارشادية الخاصة بهذا الأثر الهام. مما يؤهل استغلال هذا الموقع بشكل جيد كسوق تجارية ومزار سياحي هام من خلال تطوير المنطقة والمناطق المجاورة لها.