تاريخ ومزارات

كيف تدهورت الخلافة العباسية في عهد الراضي بالله؟

الراضي بالله، هو أحمد بن المقتدر بالله بن المعتضد بن الموفق بن المتوكل على الله، الخليفة العباسي الذي يلقب بأبي العباس. وهو الخليفة العشرين في سلسلة الخلفاء العباسيين. كما ولد في سنة 297هـ وتولى الخلافة بعد أن أزيل الخليفة القاهر بالله في 5 جمادى الأولى سنة 322هـ.

من هو الراضي بالله

في عهده شهدت الخلافة تراجعًا وفوضى وانهيارًا، ولم يكن له سلطة أو نفوذ على الأمور، وكان ولاة الأقاليم يحكمونها كما يشاؤون ويتصارعون على السيطرة على الخلافة. كما انتشرت في عهده الفرقة والتعصب الفكري واشتدت نفوذ الحنابلة، وفي الوقت نفسه تمددت القرامطة والفاطميون بقوة مما دفع بالأمير عبد الرحمن الناصر أمير الأندلس البطل لأن ينصب نفسه خليفة للمسلمين بالأندلس.

 

هو آخر خليفة عباسي له شعر محفوظ، وآخر خليفة عباسي خطب في يوم الجمعة، وآخر خليفة عباسي جلس مع الندماء، وكانت عطاياه وسياسته على نهج من سبقه من خلفاء العباسيين. وكان رحيما، جودا، أدبا، شاعرا، بليغا، مواليا للعلماء. استمع إلى الحديث من البغوي وغيره. ومات مريضا في سنة 329 هـ .

 

وهذا ما قاله الذهبي في “سير أعلام النبلاء”:

” الخليفة أبو إسحاق محمد وقيل أحمد بن المقتدر بالله جعفر بن المعتضد بالله أحمد بن الموفق بن المتوكل الهاشمي العباسي.

ولد سنة سبع وتسعين ومئتين وأمه رومية. كان أسمر قصيرا نحيفا في وجهه طول استخلف بعد عمه القاهر عندما سملوا القاهر سنة اثنين وعشرين وثلاث مئة.

قال أبو بكر الخطيب له فضائل منها أنه آخر خليفة خطب يوم الجمعة وآخر خليفة جالس الندماء وآخر خليفة له شعر مدون وآخر خليفة انفرد بتدبير الجيوش وكانت جوائزه وأموره على ترتيب المتقدمين منهم وكان سمحا جوادا أديباً فصيحا محبا للعلماء.

 

سمع من البغوي

قال الصولي سئل الراضي أن يخطب يوم جمعة فارتقى منبر سامراء وحضرته فشنف الأسماع وأبلغ ثم صلى بنا. قيل: إن الراضي سقي بطنه وأصابه ذرب وأتلفه كثرة الجماع. فتوفي في نصف ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وثلاث مئة وله اثنتان وثلاثون سنة سوى أشهر. وله من الأولاد عبد الله رشح لولاية العهد وأبو جعفر أحمد وبنت وهم أولاد إماء.

 

وبويع المتقي لله إبراهيم أخوه وكانت الفتن والحروب متواترة بالعراق في هذه السنين وضعف شأن الخلافة فلله الأمر وجرت فتنة ابن رائق وفتنة ابن البريدي ومرج أمر الناس وعم البلاء ومات أمير الأمراء محمد بن ياقوت مسجونا وفي أيام الراضي عظم محمد بن رائق ولم يبق للراضي معه حل ولا ربط وله من الولد أبو الفضل عبد الله وأحمد والست هجعة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى