تاريخ ومزارات

الملكة تيت شري: المرأة التي أسست الحكم الملكي في مصر القديمة

أسماء صبحي 

الملكة تيت شري تعتبر من أهم الشخصيات النسائية القبلية في مصر القديمة، إذ أسست لمكانة مميزة للنساء في الأسرة الملكية، وكان لها تأثير كبير في تأسيس الأسرة السابعة عشرة، وهي الأسرة التي مهدت الطريق لطرد الهكسوس وتحرير مصر.

تأسيس الأسرة السابعة عشرة

ولدت الملكة تيت شري في عصر الأسرة السادسة عشرة وكانت من أصول غير ملكية، حيث تزوجت من الملك سنخت إن رع الأول، وأصبحت أول ملكة معروفة في مصر تتبوأ مكانة سياسية كبيرة بفضل ذكائها وقوة شخصيتها. لقد كانت تيت شري مؤمنة بأهمية بناء أسرة ملكية قوية قادرة على توحيد مصر واستعادة قوتها ونفوذها.

أثمر زواجها من سنخت إن رع الأول عن ولادة أبناء عديدين، كان لهم تأثير كبير في المشهد السياسي المصري، ومن أبرزهم الملك سقنن رع تاعا الثاني، الذي بدأ الثورة ضد حكم الهكسوس، وأحمس الأول الذي استكمل مسيرة والده وتمكن في النهاية من طردهم وتوحيد البلاد.

دور الملكة تيت شيري في دعم ثورة التحرير

كانت تيت شري الداعمة الأساسية لأبنائها في مساعيهم لتحرير مصر من الهكسوس. وتروي النقوش الأثرية كيف كانت تيت شري مصدر إلهام وحكمة لابنها سقنن رع تاعا الثاني وحفيدها أحمس الأول. وتشير بعض الدلائل الأثرية إلى أنها لعبت دورًا مهمًا في إعداد الخطط والتحالفات من أجل تحقيق الهدف الأكبر وهو طرد المحتلين الأجانب.

بعد وفاة زوجها، استمرت تيت شري في ممارسة نفوذها على المشهد السياسي، حيث قدمت المشورة لأبنائها وحفدتهم خلال تلك الفترة العصيبة من تاريخ مصر. وكان لها دور في ترسيخ فكرة أن النساء يمكن أن يكنّ جزءًا لا يتجزأ من عملية اتخاذ القرارات السياسية والعسكرية، ما ساهم في تمهيد الطريق لصعود شخصيات نسائية قوية مثل الملكة أحمس نفرتاري، التي كانت أيضًا شخصية بارزة في الأسرة الملكية.

لقد تم تكريم الملكة تيت شري ببناء مقبرة مهيبة في طيبة، وإقامة العديد من التماثيل والأضرحة التي تخلد ذكرى هذه الملكة العظيمة، ما يعكس المكانة الرفيعة التي احتلتها في المجتمع المصري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى