جواد الهنداوي يكتب: إسرائيل تطّبق” وحدة الساحات ” في جرائم الابادة والاغتيالات والتفجيرات.
جواد الهنداوي يكتب: إسرائيل تطّبق” وحدة الساحات ” في جرائم الابادة والاغتيالات والتفجيرات.
اغتيال الشهيد صالح العاروري يوم ٢٠٢٤/١/٢ ، في بيروت ، وتفجيرات كرمان في ايران ،يوم ٢٠٢٤/١/٣ ، و قصف مقر للحشد الشعبي واغتيال احد قيادات الحشد في بغداد ،يوم ٢٠٢٤/١/٤ ، جميعها إعتداءات وعمليات ارهابية بتخطيط وتنفيذ إسرائيلي -أمريكي .كُلُّ ما يدور في الشرق الأوسط من حروب و اغتيالات وهجمات أرهابية وتطبيع مع الكيان المحتل وسرقة ثروات سوريّة ،هو بتعاون وبتنسيق وبتنفيذ أمريكي -اسرائيلي . هما أفعى واحدة برأسيّن ،شيطان واحد بوجهين .
أمريكا تعتبرُ دول وشعوب محور المقاومة ساحة واحدة و مستباحة ،وتتعامل معها وفقاً لمعيار واحد فقط ،وهو ” مصالح إسرائيل” ،وليس وفق معايير ” امن واستقرار المنطقة ” او ” القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة ” او ” الديمقراطية وحقوق الإنسان ” او بينها وبين العراق او لبنان ” علاقات او اتفاق تعاون ” . جميع هذه المعايير مصطلحات و مُبرّرات لممارسات امريكا والغرب في التدخل في شؤون الدول من اجل مصالح اسرائيل اولاً و مصالحها ثانياً . الدعم المطلق و اللا محدود لاسرائيل وهي ترتكب جرائم ابادة في غزّة ،لا مثيل لها في التاريخ ، وجرائم اغتيالات و تفجيرات هنا و هناك ،ليس فقط استفزازا لمشاعر الناس في كل أنحاء العالم ، وانما هو ( واقصد الدعم المطلق لإسرائيل ) حفرة لردم اسرائيل ، هو انهاء تدريجي لوجودها .
قيام أسرائيل وبالتعاون مع امريكا بتكرار الاعتداءات والاغتيالات والتفجيرات في لبنان وايران والعراق ،وربما غداً في اليمن، يعني أمران : الاول هو فشل اسرائيل في معاركها البريّة في غزّة وعجزها عن تحقيق اي هدف ، وهذا ما توافق عليه كافة المحللين والمتابعين حتى من داخل الكيان المحتل . والأمر الثاني هو ان الثنائي ( إسرائيل وامريكا ) افرغوا كُلَّ ما في جعبتهم من قدرات البطش وارتكاب الجريمة ( جرائم ابادة في غزّة ،اغتيالات ، تفجيرات ) وفي كل جغرافية محور المقاومة ،من دون امل في تحقيق اختراق في جدار محور المقاومة او انتصار يبعد الخطر الوجودي عن اسرائيل .
المنطقة اليوم امام مشهد جديد يتجلى بصورٍ عديدة :
صورة هزيمة اسرائيل في ٧ تشرين الأول، وما لهذه الهزيمة المُدوية من تداعيات تمسُ وجود الكيان وبقاءه .
صورة مُرعبة لإسرائيل ولأمريكا عند الرأي العام في كل أنحاء العالم ، كمرتكب لجرائم ابادة ، و كداعم لهذه الجرائم .
صورة قاتمة للسلطة الفلسطينية،والتي انتفت الحاجة لها من قبل إسرائيل وامريكا ، وخسرت ما بقي لها من رصيد لدى الشعب الفلسطيني .
وبالمقابل فازت المقاومة الإسلامية في غزّة و حركة حماس برصيد تأييد و دعم الشعب الفلسطيني في غزّة و في الضفة الغربية وفلسطينيي عام ١٩٤٨ ، وفازتا ايضاً بدعم وتأييد وعطف الرأي العام الدولي والعربي والإسلامي .
صمود المقاومة في غزّة و عدم هزيمتها هو انتصار ، و فشل اسرائيل في تحقيق اي انتصار ،رغم تفوقها في السلاح والجريمة والدعم ، هو خسارة .
أدرك خصوم حركة حماس واعداؤها هذا الاستنتاج ، و ادركوا استحالة القضاء على حماس ، واستحالة ادارة القطاع من دون قيادة حماس ، و استحالة التعامل مع القضية الفلسطينية من دون مُشاركة حماس .
وغداً ، ولتفادي حرب اقليمية ،سنستمع ، من لدن خصوم و اعداء حماس ، تصريحات تُداري حماس ، وتعترف بدورها في القطاع ودورها في القضيّة الفلسطينية .
يعوّلُ محور الاحتلال والاعتداء ( إسرائيل و امريكا وحلفاؤهما ) على ماكنة السلاح و القتل والاغتيال و الإرهاب ، وقد نشطت مجاميعه المسلحة في سوريّة قبل ايام ، بينما يعوّل محور المقاومة على الصمود و المقاومة والرّد وعلى الصبر و استنزاف العدو .
يدبُّ اليأس وشعور الهزيمة وفقدان الثقة و الامان في نفوس ابناء الكيان المُحتل ، فلا عودة لهم في شمال فلسطين ، و لا في غلاف غزّة ، و لا أمان ولا امل لهم في فلسطين .
حلّ الدولتيّن ، والذي رفضته إسرائيل ، وستندمْ ،اضحى سُرابا . وحلّ ” العودتين ” ،عودة الفلسطينيون إلى ديارهم ،وعودة مغتصبي فلسطين إلى بلدانهم، اصبح اكثر اقترابا .