المزيدكتابنا
أخر الأخبار

ماذا تريد من الرئيس؟ (الجزء الثاني)

ذوي الهمم (الجزء الثاني)..

ماذا تريد من الرئيس؟ (الجزء الثاني)

ذوي الهمم (الجزء الثاني).. لقراءة الجزء الأول هنا

بقلم: أ.د. صالح محمد صالح

أستاذ التربية العلمية بكلية التربية والعميد الأسبق لكلية التجارة جامعة العريش

توجهت من فوري إلى مكتب التأهيل التابع لمحافظتي لاستخراج بطاقة الخدمات، ولكن ظروف كورونا والتحول إلى رقمنة المعاملات؛ فلزامًا عليك التعامل مع الموقع الإلكتروني لوزارة التضامن لتسجيل بياناتي.. يجب عليك حينئذ أن تتحلى بالصبر وألا تفقده بسهولة؛ احذر فأنت تتعامل مع موقع ميت اكلنيكيًا تارة بسبب الضغط عليه، وتارة بسبب سرعة النت السلحفائية، وبعد عذاب دام أكثر من عام ونصف أخيرًا تم استصدار البطاقة المزعومة، وحان وقت الشراء!!..

لكن أيضًا هيهات.. هيهات.. الخطاب مضى عليه أكثر من عام. وبالتالي لابد من تجديده من المجالس الطبية المتخصصة، ولكي تجدده فأنت بحاجة إلى الصبر والقوة وتحمل مشاق السفر ما بين القاهرة لبورسعيد (الجمرك الذي اخترته) والقاهرة مرة أخرى؛ القاهرة محملا بخطاب من المجالس للجمرك يقول أفيدونا هل تم الاستفادة من القرار السابق أم لا؟.. وبورسعيد ترد أن المذكور أدناه لم يستفد من هذا القرار، ولم يشتر سيارة.. والقاهرة مرة أخرى من أجل ماذا؟.. لك أن تتخيل لماذا؟.. لأنك وببساطة -ومع خطاب عدم استفادتك بالقرار السابق-  ستعيد كافة الإجراءات الطبية !!.. نعم ستعيد المشهد المهين.. ستعيد انتهاك خصوصيتك.. ستعيد سماع كلمات النهر والزجر.. حاولت إفهام من لا يفهم أنني أقوم بتجديد القرار فحسب، ولكن من لا يفهم أصر على تطبيق القانون المزعوم بحجة أن الإعاقة ربما تطورت للأسوأ.. ورضخت لهذه المهانة لاحتياجي بالفعل إلى تجديد سيارتي، وخرج القرار الجديد، ولكنه حمل مفاجأة من العيار الثقيل!!

خمسون يومًا

خرج القرار الجديد بأن الإصابة في رجلي اليمنى وليست اليسرى، وأنني بحاجة إلى سيارة مجهزة طبيًا بجهاز يساعدني على القيادة باليد!!.. وأن السيارة ليس بالضرورة أن تكون أوتوماتيك.. لم ننتبه إلى ما جاء بالتقرير إلا عند الترخيص..

فقد اشترينا السيارة وشحنت بموجب هذا القرار، واستلمتها بالفعل وخرجت بها من الجمرك بعد جولة من  الإجراءات المعقدة الغارقة في الرسوم المالية الباهظة، وجئت بها إلى العريش، وعليك ألا تقود سيارتك وتظل حبيسة الجراج (إن وجد) طيلة خمسين يومًا وهي الفترة التي يصل فيها أوراق سيارتك لإدارة المرور التابع لها!!..

خمسون يومًا لا استطيع فيها الانتقال الحر، وتظل تحت إمرة سائقي التاكسي المخصوص الذي لا يعجبه المكان الذي تذهب إليه في الغالب، وإن وافق فعليك أن تتحمل تأففه وحنقه وغضبه فضلا عن دفعك لما يطلبه هو!!.. خمسون يومًا تظل فيها حبيس البيت، وترى سيارتك راكدة على الأرض لا تتحرك وإلا تعرضت لعقوبة سحبها وفقدها من شرطة المرور؛ حتى يأتي الفرج ويأتي موعد استخراج رخصة سيارتك!!

تعاون ضباط شرطة المرور

توجهت إلى إدارة المرور وكلي أمل أن أنتهي من الترخيص، ولكن أيضًا هيهات.. هيهات.. أولًا لابد من نزع الفاميه المتواجد بالسيارة لأنه غير مثبت بالأوراق، ثم عليها الخضوع للكشف ورفع البصمة وووووالخ .. والحقيقة ولأول مرة أجد تعاون كبير منهم سواء ضباطًا أو مهندسين؛ إلا أننا توقفنا عند الشيء الذي لم نتوقعه كلنا، وهو ما جاء بالتقرير أن الإصابة بالرجل اليمني وليست اليسرى؛ وبالتالي إما أن تجهز السيارة بجهاز طبي، أو يتم تغيير التقرير ليصبح الرجل اليسرى بدلًا من اليمني.. حاولت إفهامهم .. ليس لدينا إلا الورق!!.. نحن لسنا أطباء!!.. نصدقك أنت ونكذب التقرير!!.. حتى رضخت لهم وقمت بتركيب جهاز للسيارة لم يشغلني تكلفته قدر ما شغلني الجهد الذي بُذل ووعثاء السفر من هنا للمنوفية (مكان تركيب الجهاز)، وطبعًا لابد أن تحمل شهادة تركيب جهاز ممهور بختم النسر  من إدارة مرور المنوفية، ومن الشركة!!

كيف انتهيت؟

بعد كل هذه الإجراءات، وبعد هذا التعب المضني عليك تغيير رخصة قيادتك بعد استلامك للوحات الأرقام الخاصة بسيارتك، ولا تحسبن أن خطوة تغيير الرخصة بالشيء اليسير، بل أيضًا يتبعه إجراءات ووقفات على شباك كذا وشباك كذا، ولولا وجود زوجتي معي وتحركها من هنا وهناك ما كنت أدري كيف انتهيت!!

 

وأخيرًا فخامة الرئيس القادم بعد كل هذه الإجراءات تم تركيب لوحات الأرقام وصرت أقود السيارة قانونًا.. لك أن تتخيل فخامتكم كل هذا العذاب لأشخاص تحتاج أصلًا إلى رعاية.. لك أن تتخيل فخامتكم بعد كل هذا الاهتمام الذي أوليتموه لذوي الهمم؛ مازالت أيدي الروتين العقيم تعيث فسادًا وإفسادًا، وكأنها حملة ممنهجة ومقصودة لإحراجكم، وإحراج من يشرع للقانون؛ قانون الحق؛ قانون الإنسانية.. اضرب فخامة الرئيس على هذه الأيدي بكل قسوة، ولا تأخذك بهم شفقة أو رحمة بقدر ما عذبوا أناس كل ذنبهم أن الله ابتلاهم – لا بل أكرمهم- بإعاقة، وكانوا بحاجة إليهم للتيسير والتسهيل في إطار هذا القانون.

 

#انتخابات_الرئاسة

#ماذا_تريد_من_الرئيس

#حلقات_مستمرة

#ذوي_الهمم2

——

#الجزء_الثاني

وإلى حلقة قادمة بإذن الله تعالى

مع حلقات ماذا تريد من الرئيس؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى