
د. عبدالله بن محمد الشيخ يكتب: فقيد وأي فقيد
إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا بخير، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا حاج محمد حافظ غالي أبو النجا لمحزونون. اليوم تلقينا خبراً نزل علينا كالصاعقه فراق وأي فراق وفقيد وأي فقيد، إنه الوالد الكريم معالي النائب الحاج محمد حافظ غالي أبو النجا رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنان.
كان نائب الشعب بقي قرابة الستة عشر عاماً نائبًا عن الشعب في مجلس الشعب ومن أجل الشعب. وكان بحق نائبًا عن الشعب الذي رشح نفسه للنيابة من أجله. فهو لم يكن بحاجة لا للمال ولا لجاه من وراء هذه النيابة. غني عن ذلك وهو من يُشرف الكرسي الذي يجلس عليه لا العكس.
من أجل خدمة الناس
رحلة عطاء وبذل وتضحيات من أجل ناخبيه باذلاً لوقته وماله وجاهه من أجل خدمة الناس. فكيف إذا علمنا بأن هذا الراحل العظيم كان من المقربين إلى الزعيم الراحل الرئيس محمد حسني مبارك رحمه الله رحمة واسعة. هذا هو الفقيد الحبيب الغالي الوالد الكريم الحاج محمد حافظ يغادرنا إلى جوار ربه بعد رحلة من العطاء والبذل والتضحيات استمرت إلى أن تجاوز التسعين من عمره.
عمراً مديداً حافلاً بكل الخير جعل الله ذلك كله في ميزان حسناته، طراز نادر من البشر في علمه وعمله وحضوره. وهيبته وكاريزمته، من الأثرياء المعروفين لكنه ابن عز وابن أصول وابن نعمة. لذا كان مثالاً في تواضعه وزهده ومحبته للناس وبذله من أجلهم.
ربى أولاده أفضل تربية وأخرجهم رجالاً يفاخر بهم عرفت منهم أخانا وحبيبنا وتاج رؤسنا الحاج المهندس خالد محمد حافظ. ونعم الأخ هو ونعم الصاحب هو ونعم الرفيق هو ونعم الخليل هو رحمك الله والدنا الكريم الحاج محمد حافظ غالي. وماذا عسانا أن نقول في فقيد الجميع أنت فقيد لنا وفقيد لأهلك وأولادك وأقاربك. وفقيد لكل من عرفك فأحبك وأحب بذلك وعطاءك
فقيد للبساتين وفقيد للمعادي وفقيد لمصرنا العظيمة كلها.
سيرة ومسيرة عطاء
كيف لا وأنت قامة من قاماتها ورمز من رموزها ولو لم تكن في هذه المكانة لما اصطفاك واختارك الزعيم الراحل حسني مبارك. لتكون من أصدقائه المقربين وممن له مكانة خاصة عنده وهو من عرف معدن الرجال وبخسهم ولذا اختارك رفيقاً وصديقاً له. وأنت أهل لذلك كله فأنت شرف وعز وفخر وطيب وتاج رأس لكل من عرفك راحلنا العظيم أبو النجا رحمك الله رحمة واسعة.
ماذا عساني أن أقول والمصاب جلل والخطب عظيم. وأجد الكلمات ترتج علي لكنا لا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون. عزاؤنا لأبناء الفقيد وبناته وأحفاده وعلى رأسهم حبيبنا الغالي وتاج رؤسنا الحاج خالد سلمه الله. وعزاؤنا لآل حافظ وأسرة أبو النجا، عزاؤنا لمصرنا العظيمة في فقيدها العظيم والقامة من قاماتها. عزاؤنا لكل محبي الراحل العظيم ممن غمرهم ببذله وعطائه، عزاؤنا وسلوانا أنك رحلت أيها العظيم. وتركت تاريخًا حافلاً مضيئاً واسماً يفاخر به كل ذووك، رحمك الله رحمة واسعة وجمعنا بك ووالدينا في الفردوس الأعلى من الجنان.
فقيد وأي فقيد
اللهم إن عبدك محمد حافظ قد نزل بجوارك وأنت أكرم الأكرمين. اللهم فأغفر له وأرحمه عافه وأعف عنه أكرم نزله وسع مدخله. أبدله داراً خيراً من داره ومقاماً خير من مقامه، نور له في قبره مد له مد بصره وافتح له باباً إلى الجنة وأره مقعده من الجنان. اللهم كما أكرم عبادك فأكرمه، كما وسع عليهم فوسع عليه، كما فرج عنهم ففرج عنه. كما أسعدهم فأسعده، كما أعزهم فأعزه يارب يا أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.. اللهم آمين آمين آمين.