رحلة كفاح الحاجه تيسير الأم المثالية بمحافظة مطروح.. علاج زوجها واستشهاد نجلها
كتب – عمر محمد
رحلة كفاح طويلة للأم المثالية علي مستوي محافظة مطروح الحاجه تيسير محمود دهيم، بعد وقوفها خلف زوجها في رحلة مرضه وعلاجه علي مدار 20 سنه، واحتسابها نجلها الشهيد في سيناء عند الله، وتربيتها لأبناؤه مع والدتهم، بعد رحيله، ومساندتها أبناؤها واستمرار دعمهم ورعايتهم.
كانت الحاجه تيسير فازت بلقب الأم المثالية لمحافظة مطروح عن عمر 61 سنة، وبدأت رحلتها بعد حصولها بكالوريوس علوم وتربية، وعملها معلمة في مطروح لتعيش بها مع زوجها، وعملت الأم مدرسة بإحدى المدارس الحكومية، وتزوجت عام 1985م من موظف، وتزوجت عام 1985م من موظف، بأحد الجهات الحكومية وأنجبت منه 3 أبناء الأول سنة 1985م والثاني عام، 1986م والثالث 1990م، وحرصت علي تعليمهم أفضل تعليم، حتي تخرج الإبن الأول وحصل علي بكالوريوس خدمه اجتماعيه، والابن الثاني تخرج من الكلية الحربية “شهيد”، والابن الثالث مهندس حاسب الي ومعلومات.
وأقامت الأم في بداية زواجها بإحدى المدن ثم انتقلوا إلى محافظة أخري عام 1994م حيث كان الأبناء في ذلك الوقت الابن الأول والثاني بالمرحلة الابتدائية والثالث بالروضة.
كانت الأم تقوم برعاية أبنائها وزوجها وتأدية عملها وكانت حياتهم هادئة حتى عام 2000 بعدما أصيب الزوج بجلطة في القلب وبدأت رحلة العلاج بمحافظة أخرى تبعد مسافة كبيرة بسبب عدم توافر هذه التخصصات بالمحافظة المقيمين بها، قامت الأم بمساندة زوجها والوقوف بجانبه خلال فترة العلاج فقاموا بعمل عدة، عمليات متتالية فبدأت بالقسطرة الاستكشافية حيث وجدوا أن الزوج مصاب بتصلب في الشرايين مما استوجب استمرار عمل القسطرة بصفة دورية لمتابعة الحالة.
في ظل هذه الضغوط ومراعاة الام لزوجها وأبنائها والقيام بعملها حصلت على بكالوريوس العلوم والتربية عام 2001 حيث كانت حاصلة على دبلوم معلمات، وفي عام 2009 وجد الأطباء ضرورة إجراء عمليه بالقلب للزوج نظراً لتدهور حالته الصحية بشكل سريع، ثم إلى عملية زراعة شرايين، حيث انتشرت الجلطات في أماكن مختلفة، كانت الأم في ظل هذه الأحداث تلعب دورًا رئيسيًا في توفير الدعم والحب، والاستمرارية لأفراد الأسرة ومواجهة هذه التحديات والضغوط فكانت تقوم بدورها كأم واب في نفس الوقت وتسعى للمحافظة على استقرار الحياة الأسرية، على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي تواجهها في رعاية زوجها والاهتمام به والسفر معه بشكل مستمر لاستكمال علاجه والقيام بمهام عملها كمدرسة، بالإضافة إلى الاهتمام بأبنائها الثلاثة حتى تخرجهم فالأول حصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية والثاني تخرج من الكلية الحربية والثالث حصل على بكالوريوس هندسة حاسب آلي ومعلومات. في ظل هذه الإحداث استشهد ابنها الأوسط أثناء تأدية واجبه الوطني في 7 ديسمبر 2017، هنا يظهر دور الأم في الصمود أمام هذه الأحداث القاسية، وفقدان ابنها الشهيد وبالرغم من شدة الألم استمرت في دعم باقي أفراد عائلتها وإظهار القوة النفسية، والمثابرة في التغلب على الألم.
في 21 يونيو 2020 تدهورت حالة زوجها إلى حد كبير بسبب جلطة في القلب وتوقف الكلى عن العمل، وأصيب في نفس الوقت بفيروس كورونا وتم احتجازه في مستشفى العزل حتى وفاته في 27 يونيو 2020 وما زال عطاء الأم مستمر مع أبنائها واحفاده.