حنظلة السيار: فارس العرب وبطل ذي قار
كتبت: رانيا سمير
حنظلة بن ثعلبة العجلي هو فارس عربي مشهور في الجاهلية، وأحد قادة معركة ذي قار التي انتصر فيها العرب على الفرس. وكان مشهورًا بفروسيته وشجاعته، وكان عدوًا للعصبية القبلية. ولذلك كان له الفضل في تخلي معظم القبائل عن الحروب القبلية.
وفي يوم من الأيام، اجتمع حنظلة بقومه مع شيبان وزعيمهم هانئ بن مسعود عند ماء ذي قار. ففوجئوا بقدوم الملك النعمان بن المنذر إليهم ومعه صناديق كثيرة بها سيوف ودروع ومعه حريمه وفيهم ابنته هند (الحرقة).
فارس العرب
جاء الملك النعمان مستجيرًا بشيخ شيبان ليحميه من كسرى أبرويز ملك فارس. وقال له سأذهب لكسرى وحدي تاركا مالي وسلاحي وحريمي في جوارك وحمايتك، فقبل هانئ بن مسعود جواره.
وهنا تغير كل شيء حول مياه ذي قار، فقامت صفية بنت هانئ الشيباني بالطواف على قبائل العرب تنشدهم شعرا تخبرهم بأن أبيها أجار الملك النعمان وحريمه وتذكرهم بالشيم العربية، فاستجابت لها كل قبائل العرب ونزحت الكتائب نحو وادي ذي قار.
وكان هانئ بن مسعود يخطب في القادمين بأن استقبال الموت خير من الطعن وهم مدبرين. ولما أحس حنظلة بأن فرسان القبائل يكبرونه ويهابونه، أمر بنصب قبة ورفع راية تتجمع حولها القبائل في وادي ذي قار واشتهرت في التاريخ العربي بـ(قبة حنظلة).وأمر بتخزين ماء لمدة نصف شهر واتخذ مواقعا تمنع من يريد محاربته من الشرب من ماء ذي قار.
ورفضوا طلب كسرى تسليم نساء النعمان ووديعته. وعلموا باغتيال كسرى للنعمان تحت أرجل الخيول، و لذلك علموا بقدوم كتائب الشهباء والدواسر من جيش كسرى ومعهم حلفاؤه من العرب الكارهين لبكر وشيبان.
وتصادف وصول الشاعر الأعشى لذي قار وحكى لحنظلة السيار عن هجرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وانتصاره على قريش يوم بدر.فألهمه ذلك، وجعل نداء الجنود الذي سيتنادون به ويتعارفون في ميدان القتال هو (يامحمد يامنصور).
بطل ذي قار
وفي المعركة التي انتصر فيها العرب على الفرس، علم حنظلة السيار بأن محمد نبي العرب، وأنه يخمس الغنائم ومنها خمس لله ورسوله، فأرسل الخمس لسيدنا محمد.
وبعد ذلك، واصل حنظلة دعوته إلى السلام بين القبائل، فكان يسير في فلوات شبه الجزيرة وحده، ويدعو القبائل إلى التخلي عن الحروب القبلية، وكان يلقب بـ(حنظلة السّيار).
ويروى أن بعضا من قطاع الطرق حاصروه وتعجبوا أنه لم يهرب ولم ينزع سيفه من غمده فيقاتلهم. وظنوه غبيا بطيء الفكر، فسألوه ساخرين لماذا لم تهرب أو تنزع سيفك لتقاتل فقال لهم: “مثلي لايفر منكم، ولو نزعت سيفي لأهلكتكم وأنا لا أدعو لذلك”.
فتعجبوا من قوله وقالوا له ومن أنت فقال أنا حنظلة بن ثعلبة العجلي. فقالوا حنظلة السيار؟ وفروا من أمامه.
هكذا كان حنظلة السيار، فارس العرب وبطل ذي قار. الذي دافع عن قومه ووطنه، و لذلك دعا إلى السلام والوحدة بين القبائل.
أبرز انجازات حنظلة السيار
- كان من قادة معركة ذي قار التي انتصر فيها العرب على الفرس، وكان له دور بارز في المعركة.
- كان عدوًا للعصبية القبلية، وكان له الفضل في تخلي معظم القبائل عن الحروب القبلية.
- كان يدعو إلى السلام والوحدة بين القبائل، وكان يسير في فلوات شبه الجزيرة وحده يدعو إلى ذلك.
صفات حنظلة السيار:
- كان فارسًا شجاعًا مقدامًا.
- كان فصيحًا بليغًا.
- كان محبًا للسلام والوحدة.