عادات و تقاليد

القضاء العرفي: وسيلة فعالة لتحكيم المنازعات في عرف مصر

كتبت: رانيا سمير

في عالم يزخر بالتقاليد والقيم الاجتماعية، تظهر مفاهيم العدالة والتسوية بأشكال متنوعة، ومن بين هذه الأساليب يبرز القضاء العرفي كوسيلة متعارف عليها لحسم النزاعات بين الأفراد والعائلات الكبيرة في مصر. يكتسب القضاء العرفي قوة الإلزام والتأثير، حيث يوثق في بعض الأحيان من قبل الجهات الأمنية والرسمية في الدولة.

 

تدخل الدولة والتحكيم بين العائلات

يعتمد القضاء العرفي على التحكيم والتسوية بين الخصوم، ويستخدم غاليا لحل النزاعات الكبيرة بين العائلات. يسعى الدولة أحيانًا للاستعانة به لحل المنازعات الكبيرة، خاصة إذا كان ذلك سيؤدي إلى تحقيق التصالح والقضاء على دوامة الثأر. يظهر القضاء العرفي بشكل فعال عندما يكون المعتدى عليه مستعدا لقبول التعويض المالي والاعتذار.

 

أسس القضاء العرفي

لا تبدأ الجلسات  أبدا إلا بوجود كفيل غارم مقبول وحسن السمعة، معروف بالصدق أمام الطرفين المتنازعين ولهيئة التحكيم. يشترط أيضا الحصول على ضمانات مالية ملموسة ووعود شرف من كبار عائلات الأطراف المتنازعة.

 

أنواع الكفل: تتنوع أنواع الكفل وتشمل الكفل الدفا والكفل الوفا والكفل الجمع والكفل المنع، حيث يلعب كل نوع دورا محددا في إجراءات القضاء .

 

العطوة وأنواعها

تعتبر العطوة وسيلة لحل المشاكل بين الأطراف المتنازعة، وتتنوع أنواعها بين العطوة المنشدة وعطوة كم ولم وعطوة الاعتراف وعطوة الانكار.

 

الصلح والدليخة: يعتمد الصلح على المظلومة و الدليخة، حيث يكون الدليخة الدم الذي يعترف فيه القاتل، ويتم الحكم والفصل في هذه القضايا وفقًا للنظام العشائري.

 

البدوة والوساقة: تظهر مفاهيم البدوة والوساقة كوسائل لاسترداد الحقوق والمال من الشخص الذي تم اتهامه بالاعتداء على حقوق الآخرين.

 

العرض والشرف: تشهد قضايا العرض والشرف أشكالًا مختلفة من الصايحة والوساقة، وتحظى باهتمام خاص في إطار العدالة العرفية.

 

في الختام، يبرز مظهر للعدالة الاجتماعية في المجتمعات التقليدية، حيث يعكس تلاحم العائلات والقبائل في التصدي للنزاعات بروح من التسامح والتصالح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى