الشيخ زويد.. تعبق بحضارة اليونان القديمة
تل أبوسليمة.. موقع مدينة «أنتدون» الهلينية
الشيخ زويد.. تعبق بحضارة اليونان القديمة
تل أبوسليمة.. موقع مدينة «أنتدون» الهلينية
سيناء – محمود الشوربجي
مدينة ساحلية عتيقة، يرجع تاريخها إلى بلدة قديمة العهد. ثالث أكبر مدينة ساحلية من حيث المساحة وأحد المدن الإدارية الستة في محافظة شمال سيناء.
تمتاز بشاطيء خلَّاب جهة البحر المتوسط، وهي واقعة في أقصى الشمال الشرقي لشبه جزيرة سيناء بمصر. على الطريق الدولي الساحلي بين مدينة رفح شرقًا ومدينة العريش غربًا على بعد 334 كم من القاهرة.
وسُمِّيت باسمها الحالي لوفاة «الشيخ زويد» سنة 640م، وذلك أثناء الفتح الإسلامي لمصر في عهد الخليفة عمرو بن العاص وكان مع القادمين ضمن جيش الخلفاء الراشدين، أو من الصالحين أو الصحابة، أو من أجداد السواركة. بينما لايزال الغموض يكتنف تاريخ الضريح لدى العامة والمؤرخين.
أنقاض بلدة قديمة
ووفقا للمؤرخ نعوم بك شقير أثناء تأليفه كتابه «تاريخ سيناء والعرب» في سنة 1899م. قال: «أهلها أخلاط من خان يونس والعريش، جاءوها منذ نحو خمسين سنة، فأسسوها على أنقاض بلدة قديمة العهد. تدل خرائبها على أنها كانت على جانب عظيم من المدنية والعمران». أما ذكرهُ عن «ضريح الشيخ زويد» قال: «قيل وقد اجتمع عندها في 25 مايو سنة 1906 نحو 5000 نسمة. وهم يزورونها الخميس صباحًا، فيقضون نهار الخميس كله وليلة الجمعة، ثم يبدأون بالرحيل».
تل أبوسليمة.. موقع مدينة «أنتدون» الهلينية
كما دلَّت الآثار التي عُثر عليها في الشيخ زويد في عام 1936م في الموقع الأثري «تل أبو سليمة» أثناء إجراءات التنقيب الذي قام بها الأثري البريطاني «فلندرز بتري» خلال 1935 – 1936م. حيث عثر “بتري” على قلعة جدرانها مبنية من الغرين المجفف يرجع تاريخها إلى القرن الـ14 قبل الميلاد، ما يسمى آخر «العصر البرونزي».
بينما يقع تل أبو سليمة على مسافة 2.5كم من شاطيء البحر المتوسط، والتل لم يعد موجودًا الآن فقد استخدمه الأهالي لتخصيب أرضهم الزراعية. وهو موقع مدينة “أنتدون ANTHEDON” الهلينية التي ذكرها پلني الأكبر ويوسفوس وغيرهم.
قطع فسيفساء تعود للقرن الرابع
في 1913.. عَثر العالم “كليدا” في الشيخ زويد على أغراض مسيحية قديمة، قطع فسيفساء تعود إلى منتصف القرن الرابع، جزء من مبنى غير واضح المعالم، يُفترض بالشكل قلعة. ومكتوب على الفسيفساء دعوات إلى الحب وإلى نسطور. تلك الأغراض تزين الآن أرضية البهو الرئيسي لمتحف الإسماعيلية ومحفوظة حاليًا فيه. وذلك وفقا للحفائر العلمية التي قام بها العالم الفرنسي «جان كليدا».
الدكتور سامي صالح البياضي، الخبير والباحث في آثار سيناء وعضو هيئة التدريس في معهد الدراسات البيئية العليا بشمال سيناء. أوضح في تصريح خاص لـ «صوت القبائل العربية»، أن الشيخ زويد عرفت قديمًا باسم بيتلون «pitulion» على فسيفساء مدينة مأدبا، وعرفت في العصر الإسلامي باسم بئر الزعقة، ثم باسم الشيخ زويد.
كما أضاف «البياضي» أن الآثاري الإنجليزي فلندرز بتري قام بعمل مجسات فيها لمدة قصيرة أثبت أنه ما زال هناك أمل كبير في العثور على آثار مهمة، وتأكد هذا بعد قيام عالم الآثار الفرنسي ﭽـان كليدا بإجراء حفائر في تل الشيخ زويد الواقع على البحر خلال شهري يناير – فبراير عام 1913م، لافتًا أنه تم العثور على جزء من مدينة محصنة ترجع للعصرين اليوناني والروماني.
الشيخ زويد والعصر البيزنطي
بينما أشار «البياضي» إن أهم ما تم اكتشافه، هو فيلا فيها عدة لوحات من الفسيفساء معروضة في مُتحف الإسماعيلية وكثير من القطع الفنية، وترجع لأواخر القرن الثالث بداية الرابع الميلاديين، مشيرًا إلى أنه ربما يتم الكشف عن المزيد من الآثار ترجع إلى العصر البيزنطي والعصورر الإسلامية المتعاقبة. لأنها كانت من مناهل طريق هروب العائلة المقدسة وطريق الفتح الإسلامي والتجارة والبريد والطريق السلطاني في شمال سيناء.
ووفقًا للأهالي القاطنين في محيط الشيخ زويد، قالوا أن من المعالم الباقية حتى الآن هي ياميت و صخرة ديان أو الصخرة. وهي معالم شاهدة على انتصار أكتوبر وتحرير سيناء وإنكسار الصهاينة. أطلال بقايا معسكر أو مخيم ياميت العسكري رمز ندامة الصهاينة في لحظات الوداع الأخير. أما صخرة ديان التي استُقطت ونُقلت من جبل موسى بجنوب سيناء ووضعها الإحتلال قبل تحرير سيناء في المدينة.