كل ما تريد معرفته عن قبيلة الداجو في إقليم دارفور.. أصلها وتاريخها
أميرة جادو
قبيلة “الداجو”، من أكثر القبائل غموضاً في إفريقيا وتحديداً في إقليم دارفور غرب السودان، إلا انها لم تكن أولى الممالك التي شهدها الإقليم، فقد سبقتها عدة ممالك أخرى موحدة، أولها “مملكة الداجو”، وكانت دارفور تتكون من العديد من القبائل لكل منها مكان تقطن به وتخضع كل منها لزعيم.
تاريخ قبيلة الداجو
تاريخهم غير مؤرّخ بدقة، ويعتمد الروايات وأحاديث من يحفظون التاريخ، ويتواجد “الداجو” في المنطقة الواقعة جنوب شرق جبل مَرة (يكتب بفتح الميم).
وقد أصاب لفظ “الداجو” الكثير من التحريف في كتابات بعض المؤرخين والرحالة المسلمين الكلاسيكيين (القدامى)، وعرفوا باسم “تاجو” أو “التاجوة”.
وبحسب ما ذكره “الإدريسي”، فأن التاجويين قبيلة “الداجو” من معتنقي الديانة المجوسية، وأنهم لا يفقهون شيئا.
مملكة الداجو
واشتهرت “مملكة الداجو” باسم سلطنة ما بين الأنهار، وشملت مساحتها في منتصف القرن الرابع عشر الميلادي، بحيرة ونهر شاري، وتمتد إلى بحر العرب جنوبًا والنيل الأبيض شرقًا، وشمالًا إلى الحدود مع ليبيا.
أصل قبيلة الداجو
اختلف المؤرخين حول أصولهم، فتذكر أن القبيلة جاءت- بحسب الروايات- من منطقة الواحات، وكان ذلك قبل دخول المسيحية لمنطقة السودان الغربي، حيث ظهرت بعض الممالك الأخرى مثل قبيلة “واداي”، الموجودة في تشاد الآن، والتي شكلتها قبيلة تعرف باسم “البرقو”، وهم الذين وفدوا- بحسب البعض- من تونس إلى تشاد، وهو نفس الوقت الذي شهد أيضًا بروز دور قبيلة “المساليت” التي دخلت في العديد من الصراعات مع كل من مملكة “الداجو” ومملكة “التنجور” بإقليم دارفور.
ويقول البعض أن الداجو وفدوا إلى إقليم دارفور في حوالي القرن الثاني عشر الميلادي، وكانوا يقطنون على مقربة من قبيلة الزغاوة.
فيما يرجح البعض أن أصل يرجع إلى العرب، وأنهم ينتسبون إلى جدهم الأكبر المعروف باسم “أحمد داج”. فذكروا أنه قدم تاجرا إلى دارفور ثم استقر وتزوج وصاهر أهل هذه البلاد “دارفور“. ومن هنا ظهرت سلالة شعب الداجو.
فيما يعتقد آخرين أنهم جاءوا من جبال النوبة جنوب إقليم كردفان، إلى دارفور.
ووفقاً لما سبق يظهر أن تاريخ وأصل “الداجو” من الصعب تحديده بشكل كبير. أغلبية الآراء ترجح أنه مع بداية القرن الثاني عشر الميلادي أو قبله بقليل دخلت الداجو إلى دارفور من خلال البوابة الشرقية. ورغم اختلاف بعض الدراسات بشأن أصولهم ولكن لا يزال الغموض يكتنف أصل الداجو.
الفنون عند شعب الداجو
والجدير بالذكر أنهم اشتهروا بولعهم بالطرب والموسيقى، كما إنهم قاموا باختراع عدد من الآلات الموسيقية. أبرزها الطبل (النقارة) وصفارة الآبنوس.