إدوارد سعيد: مفكر فلسطيني عالمي وداعية للعدالة

إدوارد سعيد هو أحد أبرز المفكرين الفلسطينيين والعالميين الذين تركوا أثرًا عميقًا في الفكر الإنساني والنقد الأدبي. وكان صوتًا قويًا للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني على الساحة الدولية. ولد في القدس لعائلة فلسطينية مسيحية، وانتقل مع عائلته لاحقًا إلى القاهرة. حيث تلقى تعليمه الأولي قبل أن يكمل دراسته الجامعية في الولايات المتحدة.
تعليم إدوارد سعيد
حصل سعيد على درجة البكالوريوس من جامعة برنستون، ثم أكمل دراساته العليا في جامعة هارفارد. ليصبح أستاذًا للأدب الإنجليزي والمقارن في جامعة كولومبيا بنيويورك. وفي مسيرته الأكاديمية، ركز على النقد الأدبي والثقافي، وكان من أبرز المنظرين في مجال الدراسات ما بعد الكولونيالية.
صدر كتابه “الاستشراق” عام 1978، وهو دراسة نقدية لتحيزات الغرب تجاه الشرق الأوسط والعالم العربي. كنا يعتبر هذا الكتاب من أبرز الأعمال التي أثرت على الفكر الغربي وأثارت نقاشات عميقة حول كيفية تصوير الغرب للشرق. زسلط سعيد الضوء على التصورات النمطية التي يستخدمها الغرب لتبرير الاستعمار والسيطرة الثقافية والسياسية.
دوره في النضال الفلسطيني
إلى جانب مسيرته الأكاديمية، كان سعيد ناشطًا سياسيًا وداعيًا قويًا للعدالة والحقوق الفلسطينية. حيث شغل عضوية المجلس الوطني الفلسطيني لفترة، لكنه انتقد القيادة الفلسطينية بشدة بعد اتفاقية أوسلو عام 1993، معتبرًا أنها تخلت عن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.
ظل إدوارد طوال حياته يجمع بين الفكر والنضال. حيث كان صوتًا للفلسطينيين على الساحة الدولية، مدافعًا عن قضيتهم بلغة العالم. ويقول الباحث الفلسطيني الدكتور مصطفى البرغوثي، إن إدوارد سعيد لم يكن مجرد أكاديمي. بل كان قائدًا فكريًا عالميًا جعل من القضية الفلسطينية قضية إنسانية تتجاوز الحدود.
توفي إدوارد عام 2003 بعد صراع مع المرض، لكنه ترك إرثًا فكريًا وسياسيًا لا يزال حاضرًا. كما تعتبر أعماله مصدر إلهام للعديد من الأكاديميين والناشطين حول العالم الذين يسعون لتحقيق العدالة والمساواة.