مدينة هابو.. درة الحضارة المصرية القديمة بالأقصر
أسماء صبحي
يرجع تاريخ مدينة هابو إلى عهد الملك رمسيس الثالث، حيث استمر المصريون فى بناء تلك المدينة حوالى عقدين من الزمان. ويرجع سبب تسمية مدينة هابو بهذا الإسم إلى إحدى القبائل التى هاجرت من المكان ومنها اكتسب المكان تسميته.
مدينة هابو
تقع مدينة هابو بالبر الغربي لمدينة الأقصر التاريخية. حيث تجمع تلك المدينة بين عظمة المعمار المصري القديم وسحر أقدم حضارة إنسانية عبر التاريخ. وتحتوي المدينة على العديد من مقابر الأسر المصرية المختلفة، وذلك لما تحتويه تلك المقابر من أسرار. حيث يصل عرض معبد هابو حوالي 320م، مما يجعله واحداً من أكبر وأهم المعابد المحصنة في مصر القديمة.
يمتاز معبد هابو بأنه الوحيد بين معابد البر الغربي الذي يحاط بسورين أحدهما داخلي والآخر خارجى. تتقدمه بوابة تسمى (المجدول) حيث أنشئت هذه البوابة لحماية المعبد من خطر الغزو. جراء الحروب التى خاضها رمسيس الثالث مع شعوب البحر. وتحفل جدران المعبد بالعديد من الرسوم التي تحكى قصص الحروب وبعض القصص المصورة التي تعكس حياة الملك رمسيس الثالث.
أهمية المعبد
اكتسب معبد هابو أهمية كبيرة لدى الباحثين. وذلك بسبب مايحيط به من معابد صغيرة يرجع تاريخ بناؤها إلى عصور مصرية مختلفة. فضلاً عن عشرات المقاصير التى كانت مخصصة للأميرات من بنات الأسرة 25 و 26 جميعها يطل على البحيرة المقدسة المواجهة للمعبد الكبير. ويعد القصر الملكي أحد أبرز آثار مدينة هابو ويوجد على يسار الداخل إلى الفناء الرئيسي للمعبد، حيث كان يظهر منه الملك ليحيي الشعب.
وفي العصور القديمة تم تغيير فناء المعبد إلى كنسية، ولكن لم يمنع من احتفاظ المعبد بملامحه الرئيسية التي تظهر في بقاء صفاته في كل جانب. ويعد معبد مدينة هابو من أجمل المعابد، حيث يقول الآثاريون أن الأعمدة الأولى هدمت بفعل زلازل كبير ضرب مصر في العام 37ق.م. حيث لعبت عوامل التعرية دور كبير في هدم أجزاء كبيرة من هذا المعبد. لكنها لم تتمكن من القضاء على عظمة ما تبقى من معماره الذي يبدو واضحاً في مقصورة قدس الأقداس الخاصة بزورق الإله آمون. والمدخل الثانى الذي يوصل إلى الإله خونسو، والمدخل الثالث الذي يوصل لمقصورة زورق الإله موت. مما يجعل معبد هابو أحد أجمل وأعظم المعابد المصرية القديمة في البر الغربي، إن لم يكن الأجمل على الإطلاق.