باحثة في الآثار تروي لـ “صوت القبائل” قصة التاسوع المقدس عند المصريين القدماء
أسماء صبحي
استمد المصري القديم فلسفته الدينية من خلال تأمله في البيئة المحيطة به. وظهر ذلك من خلال اعتقادهم أن الأرض والخلائق خلقوا من جوف الماء. لأنهم تأملوا الفيضان وهو يغمر الأرض ويجلب معه أكوام من الغرين من الحبشة. والتي كانت تشكل جزر مائية في الدلتا وكانت تلك المنطقة تسمى “أون”.
قائمة التاسوع المقدس
قالت رودينه محمود، الباحثة في الآثار المصرية، إنه في بعض الأساطير المصرية ذكر أن الخليقة بدأت في مدينة “أون”. بداية من الإله “نوو” او “نون” ويعني الخواء، وكان عبارة عن كتلة لم تشكل بعد وبداخله بذور الحياة الكامنة.
وتابعت: “يقوَم “رع” بإرسال آشعته الذهبية للأرض وتنعكس ع تل من الرمال. ليكون أول تل على سطح الأرض تل”بن بن”. ويطلق عليه التل الأزلي والذي أصبح محل تبجيل باعتباره مهد الخليقة. ثم يأتي دور الإله “أتوم” وهو علي رأس قائمة “التاسوع المقدس”. ومعني اسمه الكامل أو التام، وكان يعتقد قدماء المصريين أنه خلق نفسه على قمة التل الأزلي ويوصف بأنه ذكر وأنثي.
الجيل الثاني والثالث من الألهة
وأضافت رودينه، أن الجيل الثاني من الإله “شو” رب الجفاف. وفي بعض الآراء هو رب الهواء والإلهة “تفنوت” ربة الرطوبة. وكان يعتقد حسب الأسطورة أن “شو” و”تفنوت” نتجا من عطسة “آتوم”. وأن “تفنوت” تمثل رزاز عطسة “آتوم”. مشيرة إلى أن الجفاف اتحد مع الرطوبة وكونا الجيل الثالث من الآلهة. هما الإله “جب” رب الأرض و “نوت” ربة السماء.
وأوضحت الباحثة في الآثار: “رزقت السماء والأرض بأربعة أولاد مكونين الجيل الرابع من الآلهة. وهم بالترتيب: “اوزيريس” إله البعث والحساب، “إيزيس”. “ست” إله الصحراء والعواصف والذي أصبح بعد ذلك إله الظلم والشر، “نفتيس” إلهة الولادة والموتى.
خلق البشر والقمر
وأشارت إلى أن قدماء المصريين اعتقدوا أنه بدأ خلق البشر عندما فقد الإله” رع” إحدى عينيه. فأرسل الإلهان “شو” و”تفنوت” ليجدا العين المفقودة. ولما طال غيابهما اتخذ لنفسه عين أخرى وعندما تعود العين الغائبة وتجد ما حدث من تغيير تذرف الدموع فينتج عنها البشر.
وقالت: “أما عن خلق القمر فبعد أن ذرفت العين الغائبة الدموع أراد الإله “رع” إرضائها. فسلمها الإله “تحوت” الإله الكاتب ليرفعها للسماء فتضيئ الليل. ولكن عند حرب “حورس” مع عمه “ست” فقد عينه. فأعطي “تحوت” العين لـ “حورس” لتصبح العين نموذج للشفاء والتكامل البدني وتوضع ف التمائم والرسومات”.
واختتمت رودينه حديثها قائلة: “قرر الإله “رع” الإنسحاب إلى السماء وسلم إدارة الأرض إلى الإله “تحوت”. والرموز الملكية لـ الإله “جب”. ومنذ هذا الوقت حكم الملوك الذين تختارهم الآلهة ممثلين عنهم في الأرض”.