العملية ثعلب 617.. مهمة استراتيجية من الدرجة الأولى قبل ساعات من حرب أكتوبر
أسماء صبحي
تمت العملية ثعلب 617، تحت قيادة اللواء بحري أحمد حسني حامد، قائد كاسحة الألغام الدقهلية بالقاعدة البحرية بالغردقة. وأوكلت إليه مهمة تعد في حد ذاتها مهمة تكتيكية واستراتيجية من الدرجة الأولى، وقد أسفرت هذه المهمة التى تمت في يوم 5 أكتوبر في إغراق ناقلة نفط إسرائيلية فى خليج السويس. كانت تسرق نفط آبار البترول المصرية وقد غرقت باعتراف الإسرائيليين أنفسهم في 26 أكتوبر 1973.
تفاصيل المهمة القتالية ثعلب 617
كانت المهمة القتالية “ثعلب 617” تنقسم الى جزئين، الجزء الاول و هو الخاص بالكاسحة “الدقهلية”، والجزء الثاني هو الخاص بلنشات سريعة تم تحميلها بحمولة بنوع مختلف من الألغام وكانت تتمركز في منطقة الانتظار بجوار مضيق جوبال.
و فور الانتهاء من تنفيذ عملية تلغيم شرق المضيق وإخلاء المسطح المائي، تم إرسال الإشارة الكودية لمجموعة اللنشات بالتقدم لتلغيم الجزء الباقي من مضيق جوبال. وبهذا تكون المهمة القتالية قد تم تنفيذها بالكامل، وهي إغراق الناقلة التى كانت تستخدم فى نقل البترول الخام من حقول بلاعيم. وإتمام غلق خليج السويس بالكامل أمام الملاحة لوحدات وسفن العدو المتجهة شمالاً.
هزة عنيفة
بعد غرق الناقلة “سيريس” فى أثناء المراحل الأولى من حرب أكتوبر المجيدة، فقد تلاحظ للمحللين العسكريين والاقتصاديين على كلا الجانبين أن الجانب الآخر لم يعلن عن غرقها لا في الصحف اليومية و لا في نشرات الأخبار، وتم التكتم الشديد على هذا الموضوع حتى وقف اطلاق النار.
و هنا يمكن القول بأن هذا الحدث قد شكل هزة عنيفة جداً على الاقتصاد العسكري والمدني في كل أركان الدولة. حيث أنهم كانوا يعتمدون بالدرجة الأولى على هذه الكميات من الخام المنتج من حقول بلاعيم.
كما كان له أبعد الأثر على سير العمليات العسكرية هناك، وبديهيًا أي أن الواقع هو أن جميع الآلات العسكرية تعتمد بالدرجة الأولى على هذا السائل الأسود الذي فقدوه فجأة إلى غير رجعة.