حوارات و تقاريرعادات و تقاليد

ابتهالات وأكل الـ داق – داق.. المولد النبوي في مطروح “شكل تاني”

أميرة جادو

يستعد المسلمون في كافة الدول الإسلامية، للاحتفال بذكرى مولد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، والذي سيوافق يوم الأربعاء 27 سبتمبر الموافق 12 ربيع الأول 1445،  ليعبروا فيه عن فرحتهم بالنبي الأعظم والرسول الخاتم، يشعرون فيه بالفرحة والبهجة والسرور، ولكل منهم طريقته في الاحتفال والتعبير عن حبه لرسول الله، ورغم اختلاف طريقة الاحتفال قبائل مطروح، إلا أنها لا تختلف عن الباقي حيث الولائم العائلية، والحرص على لقاء الأقارب، بينما ينطلق الشباب مجموعات صغيرة إلي الوديان في الصحراء لعمل الزرادي وممارسة هواية الصيد، بينما يمارس أهالي واحة سيوة ظاهرة الذق ذاق.

“ولائم واستقبال الضيوف.. والعصيدة الطبق الرئيسي”

ومن جانبه، أفاد الباحث في التراث البدوي، “منعم العبيدي”، لـ “صوت القبائل”،  إن النساء البدويات يحرصن على تحضير العصيدة، في يوم المولد النبوي الشريف، والتي يتم صناعتها من الدقيق والماء والسمن والعسل، ويتم تذويقها بالمكسرات، وكلما زادت المكسرات كان هذه دلالة علي ثراء صاحب الوليمة، وذلك لأن طبق العصيدة هو الطبق الرئيسي، ويكون إلى جواره قسعة الأرز الأحمر أو الأصفر أو كلهما معاً، بالإضافة إلي اللحم الضأن، لتلتف العائلة حول المائدة داخل المربوعة ، وهي المكان لتناول طعام الولائم واستقبال الضيوف.

وأردف “الباحث في التراث البدوي”، بينما يقوم الشباب صغير السن، والذين لم يتزوجوا بعد، بتنظيم رحلات خلوية في وديان الصحراء، والتي تعرف باسم الزردة ليتناولوا نفس الطعام خلالها، وممارسة هواية صيد الطيور، هذا إن صادف يوم الاحتفال المولد النبوي موسم الصيد.

“علاقة البدو بحلوى المولد النبوي”

وأضاف “الباحث في التراث”، في السابق لم يكن البدو يعرفون حلوي المولد النبوي، ولم تكن من طقوس الاحتفال بالمولد، ولكن مع التطور والمدنية التي زحفت إلى المجتمع البدوي، فأصبح شراء حلوي المولد ضمن مباهج الاحتفال بذكري مولد سيدنا النبي “صلي الله عليه وسلم”.

كما لفت “العبيدي”، إلى أن هذا علي الأقل بالنسبة للبدو الذين يسكنون مناطق الحضر، إلا أن سكان النجوع القري البعيدة، فشراء حلوي المولد ليست من أولويتهم في مباهج الاحتفال، ولا يصطحب الاحتفال بالمولد النبوي في البادية أية احتفالات دينية سوي الصيام وخاصة كبار السن أو من المنتمين للدعوة السلفية.

“داق – داق”.. والابتهالات وحلقات الذكر

وأستطرد “العبيدي”، أن أهالي الواحة، الذين يتبعون الطرق الصوفية، يحرصون علي إقامة حلقات الذكر عشية يوم الاحتفال، وخاصة الطريقة السنوسية، التي تقيم الحلقات طوال شهر ربيع الأول، عقب كل صلاة، مع تناول العصيدة والبليلة والفتة باللحم البقري.

وتابع “العبيدي”، أنه من العادات النادرة في احتفالات أهالي واحة سيوة بالمولد النبوي الشريف، أن تقوم السيدات بتزيين الصغيرات، وتعطى كل أم لابنتها قطع الحلوى، لتقديمها للشباب في الطرقات، وتعرف العادة باسم “داق – داق”، حيث تقوم الأم بإعداد الحلوى والمخبوزات، وتصطحب بناتها الصغيرات إلي وسط المدينة، ليتناول الشباب المار بالطرقات منهن ويتذوق ما قامت أمهاتهن بإعداده وبمساعدتهن.

علاوة على، الابتهالات وحلقات الذكر لأبناء الطريقة الشاذلية، عند ساحة المسجد الكبير، حيث تبدأ أناشيد مديح النبي صلى الله عليه وسلم، منذ مطلع شهر ربيع الأول من كل عام هجري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى