حوارات و تقارير
الكرملين يتهم أمريكا بـ “صب الزيت على النار”.. بعد إعلان بايدن تزويد كييف بأنظمة صواريخ متطورة
دعاء رحيل
وجه الكرملين اتهام صريح إلى واشنطن، بـ”صب الزيت على النار” بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن أن بلاده قررت تزويد الأوكرانيين بذخائر وأنظمة صاروخية متقدمة ستمكنهم من ضرب أهداف رئيسية بدقة أكبر في الحرب التي تخوضها روسيا ضد أوكرانيا.
وفي هذا الإطار قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن “خط الولايات المتحدة هو محاربة روسيا حتى آخر أوكراني، وإن تسليم شحنات من هذا النوع لا يشجع القيادة الأوكرانية على استئناف مفاوضات السلام”.
وي سياق متصل أكد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن موسكو تقيم سلبا الحزمة الجديدة من المساعدات العسكرية الأميركية إلى أوكرانيا، بما في ذلك توريد أنظمة إطلاق صواريخ متعددة.
وأضاف ريابكوف في تصريحات لوكالة سبوتنيك أن محاولات واشنطن تصوير هذا القرار على أنه عنصر لضبط النفس أمر غير مجدٍ، وفق تعبيره.
كما أوضح ريابكوف إن الولايات المتحدة على رأس مجموعة من الدول منخرطة في ضخ الأسلحة لنظام كييف، مؤكدا أن ما وصفه بالمراوغة والتلاعب ببعض الجوانب المنفصلة عندما يحدث، لا يغير الصورة العامة بالنسبة إلى موسكو.
صواريخ متطورة
والجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي قد قال إن بلاده قررت تزويد الأوكرانيين بذخائر وأنظمة صاروخية متقدمة، وشدد -في مقال رأي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times)- على أن واشنطن ستواصل تسليح كييف بعتاد متطور مثل صواريخ جافلين وستينغر، وأنظمة الصواريخ الدقيقة والرادارات والمسيرات ومروحيات “إم آي-17” (Mi-17)، مؤكدًا أن الهدف هو بقاء أوكرانيا ديمقراطية ومستقلة وذات سيادة وتمتلك وسائل للدفاع عن نفسها.
ونوه الرئيس الأمريكي، أن الولايات المتحدة لن تحاول التسبب في الإطاحة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأنها لا تسعى لحرب بين حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) وروسيا، موضحًا أن واشنطن لن تشارك مباشرة في الصراع بأوكرانيا، لا بإرسال قوات ولا بمهاجمة قوات روسية، وأضاف أن بلاده لا تشجع أوكرانيا أو تمكّنها من شنّ هجمات خارج حدودها، ولا تريد إطالة أمد الحرب لمجرد إلحاق أذى بروسيا.
كما قال بايدن إنه لن يضغط على الحكومة الأوكرانية، لا سرا ولا علنا، لتقديم أي تنازلات عن أراضيها، مضيفًا أن المحادثات الأوكرانية الروسية توقفت بسبب استمرار روسيا في حربها للسيطرة على أكبر قدر ممكن من أوكرانيا، وليس بسبب عدم رغبة كييف.
وأكد بايدن إن الخطاب الروسي عن الأسلحة النووية أحيانا يُعد بحد ذاته أمرا خطيرا وغير مسؤول للغاية، لكن لا مؤشر حاليا على عزم روسيا استخدام تلك الأسلحة في أوكرانيا.
راجمات وعقوبات
وقد نقلت وكالة رويترز عن مسؤول رفيع في إدارة بايدن أن حزمة الأسلحة الجديدة إلى أوكرانيا تتضمن منظومة راجمات الصواريخ المتعددة “هيمارس” (HIMARS).
وأضاف المسؤول الأمريكي أن أوكرانيا لن تستعمل منظومة راجمات الصواريخ المتعددة هيمارس لضرب أهداف في روسيا.
وعلى صعيد آخر قال مفوَّض السياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه تم التوافق على فرض حزمة سادسة من العقوبات على روسيا، تشمل خفض واردات الدول الأوروبية من النفط الروسي بنسبة 90% بحلول نهاية العام الجاري.
وقد رحّبت الخارجية الأوكرانية بالقرار، وقالت إنه سيضعف قدرة موسكو على تمويل الحرب، بينما شدد الرئيس الأوكراني زيلينسكي على الحاجة إلى حظر كامل على واردات النفط الروسي.
وفي هذا الشأن، أكد المستشار الألماني أولاف شولتز أن برلين تواصل جهودها لوقف استيراد النفط الروسي بحلول نهاية 2022.
تدريبات نووية
في روسيا، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن القوات النووية الروسية تجري تدريبات في إقليم إيفانوفو إلى الشمال الشرقي من موسكو.
وقالت الوزارة أن نحو ألف جندي يجرون تدريبات في مناورات مكثفة باستخدام أكثر من 100 مركبة، تشمل قاذفات صواريخ يارس الباليستية العابرة للقارات.
ونقلت وكالة تاس الروسية عن قائد الأسطول الشمالي الروسي أن الفرقاطة الروسية أدميرال جورشكوف أطلقت جولة من الاختبارات لصاروخ كروز الفرط صوتي من طراز “تسيركون” وهو ما يؤكد جاهزية السلاح الجديد بحسب قوله.
وقال إن الصاروخ مصمم لضرب الأهداف البحرية والأرضية على مدى أكثر من ألف كيلومتر، كما أن سرعته تجعله غير مرئي تقريبًا لأنظمة الرادار.
اقرأ المزيد..
حرب شوارع
وفي السياق ذاته قال المتحدث باسم الحرس الوطني الأوكراني إن القوات الأوكرانية تخوض حرب شوارع ضارية مع القوات الروسية في مدينة سيفيرودونيتسك شرقي البلاد، يأتي ذلك وسط تقدم للقوات الروسية التي تهاجم المدينة من محاور عدة.
ونشر الجيش الأوكراني صورا تظهر تدمير عربة مدرعة روسية بصاروخ موجّه في مقاطعة لوغانسك.
ومن جهته قال حاكم مقاطعة لوغانسك سيرغي غايداي، إن سيفيرودونيتسك، كبرى مدن دونباس، باتت في معظمها تحت سيطرة روسيا.
وفي هذا الإطار ، قالت سلطات دونيتسك الانفصالية الموالية لروسيا إن القوات الأوكرانية أطلقت خلال الساعات الـ24 الماضية قرابة 300 قذيفة استهدفت 9 مناطق في دونيتسك.
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن القوات الروسية دمرت مدفع هاوتزر للجيش الأوكراني أميركي الصنع.
في هذه الأثناء، تواصل القوات الأوكرانية تعزيز مواقعها عند جبهة الجنوب، ولا سيما بين مقاطعتي خيرسون وميكولايف، حيث تتحصن في خنادق للاحتماء من القصف المتواصل على المنطقة ذات الطبيعة السهلية المفتوحة.