عقوبة المصادرة في مصر القديمة.. سببها وطريقة تنفيذها
أسماء صبحي
عقوبة المصادرة تعني أن الدولة كانت تضع يدها علي أموال المحكوم عليه وتقوم بتجريده منها جميعها ، أو بعضها. وقد ظهرت المصادرة كنتيجة للرغبة في مواجهة مجموعة انحرافات معينة، ولا سيما تلك التي كانت تتعلق بمؤسسات الدولة.
عقوبة المصادرة
وتقول شروق السيد، الباحثة في التاريخ المصري القديم، إنه ورد في مرسوم “نفر اير كا رع” الذي يعفي فيه معبده في ابيدوس من كل الضرائب. أن أي رجل في المقاطعة يأخذ أي كهنة يقومون بالخدمة الكهنوتية الجنائزية أو أي عبد في هذه المقاطعة للعمل في أي سخرة. عقابه سيكون العمل الشاق في محجر الجرانيت، وأيضاً مصادرة غله حقله من الشعير والقمح لصالح المعبد.
وتابعت شروق، إنه ورد في مرسوم إعفاء للتماثيل الجنائزية والهبات لمشرف مصر العليا “إيدي” (عصر الأسرة التاسعة). أن أي رجل سوف يرتكب أي ضرر لتماثيل ايدي في أي معبد أو مقصوره أو قواعد الاحجار للقرابين الخاصة به أو أملاكه الجنائزية. فإنه سيعاقب بمصادرة أملاكه وأملاك أبنائه “جلالتي لن يسمح بأن تبقي أملاكهم أو أملاك ابائهم معهم”.
وأشارت إلى أنه في عصر الأسرة السابعة عشرة لدينا نص من العام الثالث لحكم “نب خبرو رع” إنتف يتعلق بجريمة ارتكبت بواسطة موظف او كاهن في معبد “مين” بقفط. وإن كان الباحثون لم يتفقوا علي طبيعة الجريمة ، وقد اعتبر هذا الكاهن عدو للمعبود مين. وعوقب بطرده من المعبد وعزله من منصبه وأيضاً صودر دخله وغذاءه وحصته من اللحم الطازج.
وأضافت أن المصادرة لم تكن تتوقف علي الأملاك والعبيد والأراضي والحقول والدخل فقط، وإنما امتدت للزوجة والأبناء. حيث ورد في مرسوم “سيتي الاول” بصدد الحديث عن سرقات ماشية المعبد أن عقوبة المصادرة سوف توقع علي الزوجة والأولاد لصالح معبد “من ماعت رع”. فضلاً عن عقوبات أخري مصاحبة ورد ذكرها في النص التالي “القانون سيطبق عليه بإلقائه ووضعه علي الخازوق والاستيلاء علي زوجته وأولاده وكل متاعه لمعبد من ماعت رع. ويبدو أن مثل هذه المصادرات كانت تتخذ حيال الجرائم الكبري.